الدكتور بليغ يكتب
ردا على تساؤلات م.جمال مطلق. الجزء الثالث والاخير
الخميس - 13 يوليه 2017 - 08:29 م بتوقيت عدن
- تحديث نت / خاص .
حسنا غطينا الاسئلة ولم يبق لنا منها الا ثلاثة.
السؤال يقول (اليس من البديهي ان من ينتصر يرفع رايته ويعلن مشروعه ؟)
والاجابة ان هذه البديهية تصح حال كان المنتصر حقق هدفه وصنع لهذا الهدف ما يضمن بقاءه واستمراريته, اما في غياب الهدف ,لا انتصار حقيقي ولا منتصر حقيقي, ولمن عنده بعض التشكيك ,انظر للحرب التي تقودها السعودية واهدافها المعلنة,هل يستطيعون ان يقولوا انهم انتصروا دون ان يحققوا اهداف هذه الحرب رغم عظم الحرب وطول فترتها الزمنية ومآسيها وكلفتها الاقتصادية والبشرية وما انتجته من اوضاع انسانية مؤلمة وتبعاتها المستقبلية؟!
وعليه لا منتصر حقيقي من الاصل حتى اللحظة ولا توجد راية يرفعها او مشروع يعلنه.
السؤال (هل ستستمر دوامة الاوهام كثيرا؟)
اقولها بكل اسف وحزن نعم ,ما دام من يقود الشعب هم غير العقلاء والعلماء نعم.
السؤال (السنا بحاجة الى الاقرار بالواقع كما هو وليس كما نتخيله او نأمله حتى نستطيع ان نخطط للمستقبل؟ )
الاجابة ايضا هي نعم , نحن في شديد الحاجة الى ما ذكرت ,وهذا يستلزم ان يقوم جميع العقلاء والعلماء بدورهم في التنبيه وايضاح الحقائق للشعب الجنوبي دون الاهتمام بردود الافعال او الرضى الجماهيري ,علينا ان نعمل كل من موقعه وقدراته وامكانياته وما رزقه الله من علم هدى ونجعل طوفان النصح والتناصح يغزو عالم التواصل الاجتماعي واروقة الفضاء الافتراضي ,ومنابر الاعلام ,اقلها من باب ابراء الذمة .
هذا ينهي الاجابات الفردية لمجموع الاسئلة التي قدمها م.جمال مطلق ,ويبقى ان نقدم الاجابة المتكاملة , هذه الاسئلة ليست محاولة للتنبيه فقط او ايجاد عصف ذهني, وليست اسئلة اعتيادية تبحث في شؤون وتفاصيل موضوع ثانوي لا يحمل اولوية قصوى, ولكنها تحكي مآساة الامة باجمعها قبل مآساة شعبنا الجنوبي, مآساة الشعوب التي تدفع اثمان باهضة ومؤلمة و ظالمة لتحقق نصرا لمبادىء اخلاقية سامية وقيم انسانية راقية كالعدل والاحسان والرحمة وسيادة القانون , شعوب تسعى للتقدم والازدهار ورفع مستواها الاقتصادي والثقافي والتنموي , لكنها بدل ان تسلم للعلم والعقل واربابه ممن يملكون القدرة على التفكير السليم واعطاء الحلول الناجعة على ما يصحبها من الم ومخاض ,تسلم امرها في لحظة انفعال عاطفي حاد الى من يدغدغ مشاعرها الانية لاجل منفعته الشخصية وارتهانه لقوى صنعته,من الجهلة وانصاف المتعلمين وذوي الجهل المركب وممتهني السياسة والمعتلفين , وهاهي النتيجة تتكرر ,ويعيد التاريخ نفسه في صورة ساخرة وسوداوية, ولار نملك مع هذا الواقع الاقتصادي والسياسي والثقافي الذي نعيشه اليوم الا ان نجهر بما نعتقد صحته , ولا نزكي على الله احدا , ويظل الرب تبارك وتعالى هو الاعلى والاعلم .
همسة: يقول سبحانه وتعالى في محكم كتابه العظيم الكريم ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9) ) الزمر .
د.بليغ اليزيدي
الخميس
13 يوليو 2017 م
البريد الإلكتروني
dr_b_alyazeedi@yahoo.com