آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

تحليلات سياسية


لغز احتضان #الريـاض لأعداء العاصفة يستعصي على الفهم " تحليل خاص "

لغز احتضان #الريـاض لأعداء العاصفة يستعصي على الفهم " تحليل خاص "

السبت - 18 مايو 2019 - 07:48 م بتوقيت عدن

- تحديث نت/خاص




منذ اندلاع الأزمة بين دول الخليج من جهة، ودولة قطر من جهة أخرى، منتصف العام 2017 ، ولايزال حزب الإصلاح يوظف عدد من الناشطين السياسين والإعلاميين المقيمين في الرياض، لتشويه دور التحالف في اليمن، كما أن جزء كبير من الهجوم ينال دور الإمارات في الجنوب، الأمر الذي جعل من سكوت الرياض عن تلك التصرفات لغز يستعصي على الفهم.


علاقة من طرف واحد

تبدو الرياض في كل المنعطفات التي مر بها حزب الإصلاح منذ تأسيسه في العام 1990، وفية مع التجمع، وصاحبة الفضل الأول على الحزب، ويعتبر رئيس الحزب الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، رجل الرياض الأول في اليمن، وحظي الحزب بدعم مطلق أيام رئاسة الأحمر للحزب، غير أن ما بعد ثورات الربيع العربي دخلت العلاقة بين لإصلاح والرياض منعطفا هدد العلاقة بعد أن دعمت الأخيرة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للاطاحة بنظام الإخوان في مصر.

وخلال السنوات الماضية وخصوصا بعد الأزمة مع الدوحة، ذهب العلاقة بين الطرفين إلى النهاية، إلا أن الرياض حافظت على روابطها ودعمها للإصلاح كعلاقة من طرف واحد.
وبرأي مراقبين فإن الإصلاح عمليا بات طرف معرقل لجهود التحالف في اليمن، سواء فيما يتعلق بسير الجبهات في مواجهة الحوثيين، أو فيما يتعلق بمواجه التحالف في المناطق المحررة وتشويه دورة محليا ودوليا، ولم يقتصر دور الإصلاح على مواجهة التحالف من خلف الكواليس بل يجاهر بخصومته للتحالف ومن قلب الرياض، الأمر الذي دعل علاقة الحزب بالرياض لا فائدة للأخيرة منها، بينما الإصلاح مستفيد ماليا وعسكريا وسياسيا من تلك العلاقة.


حسابات خاطئة

أظهرت السنوات الماضية الخلل والازدواجية من قبل المملكة في التعاطي مع الملف اليمني، وبرأي محللين فإن الرياض لازالت تكرر الأخطاء وتراهن على الحسابات الخاطئة فيما يتعلق بحزب الإصلاح كحليف لها لمواجهة حلفائها الرئيسيين في التحالف.

ومنذ اشهر والشاشات العربية والعالمية تستضيف وجوه سياسية إصلاحية من الرياض تهاجم دور الإمارات في اليمن، وقبل أيام شن الصحافي أنيس منصور، هجوما لاذعا من على قناة الحرة مشوها دور الإمارات، وتجاوز النقد بمهنية وحصافة إلى نقد ساخر لايمت للقواعد الصحافية والمهنية بصلة.
ويمثل منصور نموذجا واحدا من عشرات النماذج التي تقيم في الرياض وتتلقى دعما سخيا من السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر.


اصطفاف إصلاحي مناهض

لا يترك حزب الإصلاح فرصة تنال من التحالف إلا وستثمر فيها، وبدون مواربة بات يهلل لانتصارات الحوثيين ضد المقاومة الجنوبية، كما بات العديد من النشطاء والصحافيون التابعون للحزب يباركون تقدم قوات الحوثيين في الضالع، وخلال الأعتداء الأخير الذي طال ميناء الفجيرة الإماراتي ظهر توافقا بين الحوثيين والإصلاح في الاحتفاء بالحدث وكأن المتضرر تل أبيب وليست دولة عربية صديقة.

ذلك التطور جعل العديد من المراقبين يتساءلون عن سرّ الرياض في الحرص على الحفاظ على الإصلاح وقياداته في المملكة، والسماح لإثنين من كبار قيادات الحزب وهما محمد اليدومي وعبدالوهاب الآنسي أن يكونا مستشارين للرئيس عبدربه منصور هادي، ولا يستبعد مراقبون من جهاز المخابرات واللجنة الخاصة في الرياض يقوم بالعمل على استهداف الروابط بين الأخيرة وأبوظبي لصالح اللوبي الإخواني في المملكة.

غير أن بلغ الهجوم ذروته من قبل نشطاء الإصلاح المقيمين في الرياض ضد دور الإمارات، برأي متابعين بحاجة إلى أن تسمع القيادة في السعودية للصوت المطالب بإجراء مراجعات تتوافق مع رؤية محمد بن سلمان فيما يتعلق بالملف اليمني.

وبنظر محللين فإن مراجعات المملكة في التعاطي مع الجماعات المتشددة والمصنفة عالميا كمنظمات إرهابية فرصة لتبييض صفائحها أمام المجتمع الدولي الذي ينظر بريبة إلى الدعم المقدم من قبل المملكة لصالح بعض تلك الجماعات، خصوصا والرياض تحتضن قيادات مصنفة لدى البيت الأبيض كشخصيات إرهابية كالشيخ عبدالمجيد الزنداني وعبدالوهاب الحميقاني.

وكشفت تقارير دولية ومن ضمنها تقارير لجنة العقوبات عن دور القوات التابعة لحزب الإصلاح في مأرب وسيئون وبيحان الممولة من الرياض في عمليات تهريب السلاح والمال إلى تنظيمي القاعدة وداعش، التقارير أكدت تلقي معسكرات التنظيمين في البيضاء وشبوة وأبين دعما سخيا.

ولفتت مصادر إلى أن الرياض تسهل عمليات مرور العناصر الإرهابية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها عسكريا منها سيئون ومأرب وبيحان والبيضاء.

كل تلك التسهيلات التي تقدمها الرياض لحزب الإصلاح، يجعل من العلاقة بين الطرفين خطر يهدد أمن اليمن والمنطقة، خصوصا وقد بدا الحزب في استخدام العلاقة للنيل من المقاومة الجنوبية إضافة إلى التقارب من جماعة الحوثيين، الأمر الذي جعل من الرياض شريكة من حيث لا تعلم في مواجهة مع حلفائها الأصليين في عاصفة الحزم كدولة الإمارات والمقاومة الجنوبية.