اخبار سياسية

الأحد - 08 ديسمبر 2019 - الساعة 04:05 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت /خاص



يقترب اتفاق الرياض منذ توقيعه مطلع نوفمبر الماضي بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي برعاية المملكة العربية السعودية من اكمال شهره الأول دون تحقيق أي تقدم يذكر في تنفيذ بنوده على ارض الواقع، عدا تلك الاجراءات التي قامت بها الحكومة والمتمثلة في عودتها لمزاولة نشاطها من العاصمة عدن ولصرف المرتبات لموظفي الدولة والتي لم تتم حتى الان.

خروقات الشرعية لاتفاق الرياض رصدت بالمئات لكن الابرز منها هي استمرارها بالدفع بالتعزيزات العسكرية الاخوانية الى شبوة وابين ورفض قياداتها تسليم السلاح الثقيل والمتوسط للتحالف العربي بقيادة السعودية و سحب مليشياتها من محافظة ابين وشبوة وفقا للملحق الامني والعسكري.

في حين تحاول المملكة العربية السعودية تنفيذ المحلق العسكري من طرف واحد ضد الانتقالي وتتغاضى عن القوات الشرعية وهو ما اثار شكوك كثيرة حول نية السعودية تجاه الجنوب على اثر ذلك علق المجلس الانتقالي لجنته العسكرية والامنية بسبب مواقف السعودية التي قامت بمحاولة تعطيل جهاز مكافحة الارهاب التابع لامن عدن ومحاولتها قطع تمويناته العسكرية واللوجستية .

وكان رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، أحمد سعيد بن بريك،رفض في وقت سابق تسليم السلاح  الثقيل والمتوسط لقوات التحالف العربي المتواجدة في عدن بسبب التعزيزات العسكرية التي جلبتها مليشيات الاخوان الى شبوة وابين.واشترط بن بريك في حوار متلفز مع قناة (الغد المشرق) لتسليم سلاح الانتقالي الثقيل والمتوسط بشرط إعادة تأسيس قوات أمن عدن وانسحاب الشرعية من أبين وشبوة.

واعتبر بن بريك القيادي البارز في المجلس الانتقالي: تسليم السلاح قبل تنفيذ البند السابق له هو “تسليم رقاب الجنوبيين للإرهاب ومليشيات الإصلاح”.


وبالعودة الى اتفاق الرياض في العاصمة السعودية بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية لم يكن متوقعًا أن ينخرط حزب الإصلاح في هذا المسار، لكنّه غرس سمومه عبر تحركات مسلحة ضد الجنوب، استهدفت إفشال الاتفاق. أنّ المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية تُخطِّط لزعزعة الأمن في العاصمة عدن، وذلك من خلال نقل عناصر إرهابية من محافظتي مأرب والبيضاء صوب العاصمة.

هذا المخطّط الإخواني الرامي إلى إشعال الأوضاع وزرع الفوضى ينضم إلى سلسلة طويلة من التحركات الإخوانية القائمة منذ الخامس من نوفمبر الجاري تدعمها السعودية بمحاولة سحب السلاح من المقاومة في عدن، حاولت تأزيم الموقف عبر استفزازات تفضي إلى مواجهات عسكرية ماثير الجدل حول التخبط الذي تعيشه السعودية في عدن وذلك لإفشال الاتفاق.

في حين تبين تأكيدات الرئيس الزُبيدي تأتي بعدما عملت المليشيات الإخوانية على إفشال الاتفاق، وذلك من خلال تحركات عسكرية تحالف فيها حزب الإصلاح مع المليشيات الحوثية، من أجل إشعال الفوضى والاضطرابات الأمنية في الجنوب، على النحو الذي يزيد الأوضاع تأزيمًا، وبالتالي إفشال الاتفاق.

عبرت جملة من الخطوات التي أقدم عليها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الرئيس عيدروس الزُبيدي، خلال اليومين الماضيين على يقظة الجنوب في مواجهة خروقات الشرعية لاتفاق الرياض، إذ ركزت تلك التحركات على دعم التحالف العربي لتنفيذ بنود الاتفاق وترتيب الجبهة الداخلية تحسباً لأي مواجهة مفتوحة مع مليشيات الإصلاح التي تختبئ في ستار الشرعية.

وبدا واضحا أن قيادات المجلس الانتقالي يدركون أبعاد خيانة الشرعية، وبالتالي فإن الجميع أقدم على تحصين الجنوب سياسياً وعسكرياَ، من خلال ضبط النفس والذهاب باتجاه اتخاذ خطوات اجتماعية تعزز التلاحم الجنوبي، وأن ذلك يضيق الخناق بشكل أكبر على الشرعية ويقلل من فرص مراوغاتها.

وعقدت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس، صباح اليوم الأحد، اجتماعها الدوري الأسبوعي، في مقر المجلس بالعاصمة عدن.

وأطلع الرئيس الزُبيدي هيئة رئاسة المجلس على نتائج اللقاءات التي أجراها في كل من الرياض وأبوظبي مع عدد من مسؤولي البلدين، وكذا مع سفراء ومبعوثي عدد من الدول والمنظمات الدولية.

تناول الاجتماع نتائج اتفاق الرياض وجهود اللجان العسكرية والأمنية المشتركة تحت إشراف التحالف العربي لوضع إجراءاته التنفيذية، فيما عبّرت الهيئة عن شكرها وتقديرها لجهود التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لإنجاح اتفاق الرياض ودورها الإشرافي المهم لضمان تنفيذه بحسب الخارطة الزمنية المحددة له.

ودعت الهيئة حكومة الشرعية للعمل في إطار الشراكة الاستراتيجية مع التحالف العربي للتسريع بالعمل الجدي لمعالجة وتحسين الخدمات، وفي مقدمتها صرف المرتبات وتوفير الاحتياجات اللازمة من المشتقات النفطية لتشغيل محطات الكهرباء ومضخات المياه، مؤكدة التعاون الكامل من المجلس الانتقالي في هذا المجال وغيره من المجالات وفقا للاتفاق


إلا أنّ ضبط النفس التي يتحلى بها الجنوب، والتي تظهر في تصريحات القيادة السياسية بقيادة الرئيس الزبيدي، تدحر كل هذه المؤامرات وتُفشل المحاولات الإخوانية والحوثية لإشعال الفوضى في الجنوب.

في حين فوت التحالف العربي فرصة إمكانية إحداث حالة من الفوضى في محافظات الجنوب، بعد أن عززت من قدراتها العسكرية التي وصلت، اليوم الاثنين، إلى العاصمة عدن، في خطوة تستهدف تضييق الخناق على مراوغات الشرعية التي تسعى لإفشال الترتيبات العسكرية المنصوص عليها في اتفاق الرياض.

يرى مراقبون أن التحالف العربي يسعى للتعامل بحسم مع خروقات عناصر الإصلاح بعد أن أدرك خطورة المخطط القطري وعلم أبعاده المختلفة، إذ أن تلك المحاولات لن يكون تأثيراتها السلبية فقط على التحالف، لكن سيشكل ذلك انتكاسة جديدة للأزمة اليمنية، بما سيؤدي إلى تقوية شوكة المليشيات الحوثية وإطالة أمد الانقلاب.

ويذهب البعض للتأكيد على أن المملكة العربية السعودية لمست رغبة من المجلس الانتقالي الجنوبي في المضي قدماً نحو تنفيذ بنود الاتفاق الا انها تريد سحب السلاح من جانب واحد وهو ما اثر على بنود الاتفاق وزاد من تعقيداته، في حين يعول التحالف على دور جنوبي مساهم في تطبيق اتفاق الرياض، أسوة بالدور المساهم في التوصل إلى الاتفاق.