تحليلات سياسية

الأحد - 19 أبريل 2020 - الساعة 11:09 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت / خاص .


تصرّف الانتقالي مع الحشود الغازية نحو عدن، بمسؤولية حافظ على أعلى درجات الدبلوماسية بالتزامن مع الاستعداد القتالي على الأرض.

وأوصل المجلس الانتقالي الجنوبي، رسالة أولا للشرعية، بأن الواقع الجديد ما بعد أغسطس ليس فقط مبني على القوة العسكرية، وأن الانتقالي تصرف من موقع الدولة وليس من موقع المعارضة أو التمرد، والرسالة الثانية كانت موجهة للمجتمعين الإقليمي والدولي، بأن الانتقالي بات يتصرف وفق مصلحة الجميع وأن الأمن والاستقرار في الجنوب يصب في مصلحة الجوار وهو ما جاء على لسان نائب رئيس الدائرة الخارجية محمد الغيثي، عندما وجه رسالة دبلوماسية رصينة لمجلس الأمن، حدد فيها موقف المجلس من حشود الشرعية في أبين، مجددا فيها حرص الجنوبيين على السلام ليس فحسب في عدن، ولكن في كل ربوع المنطقة.

من هنا نجح المجلس الانتقالي الحليف الوثيق للتحالف في نزع فتيل الحرب باللغة الدبلوماسية والحوار والتفاوض، وأن بدا ملوحاً بالقوة العسكرية التي يمكن لها أن تستعيد كامل الجنوب في حال نشبت الحرب.

وبرأي مراقبين فإن سياسة الانتقالي هذه المرة أحرجت خصومة في الشرعية وخصوصا حزب الإصلاح الذي راهن على فتح جبهة في عدن لتنفيس عن خسائره في الجوف ومأرب، وظهرت قوات الشرعية كقوة متمردة تقف في شقرة تستأذن التحالف في شن الحرب، فضلا عن موقفها أمام أنصارها الذي أظهرهم كقوات معارضة وليس قوات حكومية.

ويتساءل مراقبون هل غير الانتقالي من بعد أحداث أغسطس من أسلوب تعاطيه مع الأحداث، خصوصاً والانتقالي قدم اللغة الدبلوماسية على لغة الحرب؟ أم أن الانتقالي بات المخول الوحيد في الجنوب من يملك سلطة السلم والحرب وهو الحاكم الفعلي الذي ينظر إليه المجتمع الدولي بأنه الضمانة الحقيقية للأمن والسلم الدولليين.