كتابات

الإثنين - 27 يوليه 2020 - الساعة 05:23 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت / خاص .


لقد كنت من مستهجني الهجمة المتخلفة التي تم شنها على مذيعة قناة بلقيس "أمل علي" على خلفية نشر صورة لها بالبنطلون في المسجد ، لما في ذلك من تعد على حريتها في إطارها الشخصي ولكونه تدخلاً في الخصوصيات، وتنمراً على المرأة.

لكن أمل وهي ترد على ما جوبهت به، انتقلت إلى جبهة أخرى، فخاطبت منتقديها بأنهم عما يدور في البلد منشغلون، فهم لا يرون إلا بنطالها، ويعمون عما يفعله المجلس الانتقالي على الأرض الجنوبية من عدن إلى المهرة وسقطرى.

لقد تسامت أمل على جرحها الشخصي لتريهم جرح الوطن! لكن تساميها كان هشاً، لأن هذا الانتقالي (وحاضنته الشعبية الجنوبية من عدن إلى المهرة وسقطرى) لم يكن يتقدم في إب أو المحويت أو تعز أو عمران.

ولو أنها وجهت نظر منتقديها إلى ما يمارسه الحوثي من تجريف لكل شيء، منذ أن (سلموه) الدولة والعاصمة نفسها والجامعات والجيش والأمن ( واللجان الشعبية ) والإذاعة والتلفزيون والصحف ومجلس النواب ووووووو قبل خمس سنوات بلا مقاومة تذكر ، ناهيك عن تسليمه نهم والجوف وكثير من المواقع والمعسكرات، لكانت منسجمة جداً مع ما تبديه من وطنية ومظهر حر يتجاوز تقليديات مجتمعها.

أما وقد تماهى خطابها التحريضي مع خطاب غزاة الجنوب عام 1994 من لصوص العسكر والدين، فقد دل ذلك على انعدام ثقتها وثقة كثيرين من أمثالها بأن وطنهم الجميل بهم قبل 1990 أضيق من أن يحتوي شيئاً من أحلامهم الجميلة، لذلك فهم، في وطن الآخرين من عدن إلى المهرة وسقطرى، طامعون، ولأنهم طامعون فإن الوطن يبدو الآن في عيونهم أضيق من بنطلون في مسجد عثماني!