كتابات

الجمعة - 08 مارس 2024 - الساعة 02:30 ص بتوقيت اليمن ،،،

كتب/ أ.د. ميادة الدنكلي :



اتخذت الأمم المتحدة عنوانا للاحتفال باليوم العالمي للمرأة لهذا العام هو "الاستثمار في النساء: تسريع وتيرة التقدم" ويسلط العنوان الضوء على قلّة الاستثمارات في مضمار تدابير المساواة بين الجنسين". وجاء في صفحة الأمم المتحدة الوطن العربي : (في عالم يواجه أزمات متعددة تمارس ضغوطًا هائلة على المجتمعات، أصبح تحقيق المساواة القائمة على النوع الاجتماعي أكثر إلحاحًا من أي وقتٍ مضى. إن ضمان حقوق النساء والفتيات في شتى نواحي الحياة هو السبيل الوحيد لبناء اقتصادات مزدهرة وعادلة، وكوكب صحي يصلح لحياة الأجيال القادمة).

و هنا يطرح السؤال نفسة :كيف يمكن للأمم المتحدة ضمان حقوق النساء والفتيات و تمكينهن وتحقيق العدالة و المساواة لهن و هن يرزحن تحت القصف الإسرائيلي الهمجي في غزة و يواجهن موجات عاتية من العنف و الإنتهاكات ضد الإنسانية، كيف يمكن الوصول للأمن الغذائي و أكثر من 2 مليون شخص يعيشون في حصار ومجاعة، كيف يمكن تحقيق اقتصادات مزدهرة و عادلة و تنمية مستدامة و اسرائيل تدمر البنية التحتية في غزه و تهدم البيوت و المباني على ساكينها.
حسب مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في السكن اللائق، إن حجم وشدة الدمار في غزة "أسوأ بكثير مما حدث في حلب وماريوبول أو حتى دريسدن وروتردام خلال الحرب العالمية الثانية".
وكيف يكون كوكب صحي و الشهداء و الجرحى بالمئات و الآلاف كل يوم و تتحمل النساء في غزة وطأة الازمة حيث وضعت نحو 5500 امرأة حملها في غزة في ظل نقص الامدادات الطبية في الشهر الاول للحرب وفقا لتقديرات صندوق الأمم المتحده للسكان ناهيك عن 9000 إمراة لاقت حتفها واستشهدت منذ بدء الصراع و في أخر تقرير للأمم المتحدة ففي كل ساعه تموت امرأتين في غزة.

ضربت النساء في غزة اروع معاني البطولة و الصبر و القوة و الثبات و هن أشجع النساء في وقتنا الحاضر .
و من أشجع نساء غزة الدكتوره المرابطة اميرة العسولي استشارية النساء و التوليد زميلة الدراسة في البكالوريوس بكلية الطب جامعة عدن ، التي قطعت دراستها للتخصص الدقيق في مصر و عادت للعمل في المستشفى بغزة للتخفيف من معاناة المصابين والجرحى و انقاذ الأرواح و ضربت اروع امثلة البطولة و الشجاعة والايمان و تحياتي لها من القلب.
أن أهم و أنبل الأهداف التي يجب على الأمم المتحده تحقيقها في اليوم العالمي للمرأه هي وقف الحرب الغاشمة على سكان غزة وتحقيق الأمن و السلم للمرأة في غزة اولاً، ثم الحديث عن الاستثمار في النساء لتحقيق وتيرة التقدم.
وفي يوم المراه العالمي لا يسعنا الا ان نوجه كل الدعوات لنصرة المرأة في غزة خاصة و في فلسطين عامة و نسال الله لهن الصبر و القوة والثبات و ندعو الله أن يسقيهن كما فجر الماء و سقى هاجر في الصحراء و أن يطعمهم كما اطعم سيدتنا مريم في المحراب و أن يآمن روعاتهم و يبدد أحزانهم و أن يسدد رميهم و ينصرهم على عدوهم وعدو الله.