ادبــاء وكُتــاب


07 نوفمبر, 2018 07:53:39 م

كُتب بواسطة : ياسر علي - ارشيف الكاتب


• لم يعتذر الماوري لأنه ادرك عدالة القضية، او لا نصافه المظلومين جنوباً!! لم يكن تصرفه صحوة ضمير، أو تكفيراً عن خطاياه السابقة، بل اعتذر فقط لأنه ذاق مرارة الظلم !! لأن الظلم قد مسه خلال سنتين فقط، ولو لم يصبه، لكان ضميره في قيلولته وسباته.

• يمعن مَن يُطلق عليهم النخبة شمالاً في تبادل الادوار، مارسها قبلاً الحوثي الذي كان يعاني المظلومية فكان يتودد للجنوبيين ليل نهار، وحين قويت شوكتهم، كانوا اول من قاتلنا.

• الماوري ومن هم على شاكلته ينطلقون من نفس هذه العقلية، لا علاقة لهم بالقيم والمبادئ، هم لا يعتبرون العدل كـ خلق نبيل وحق مكفول لباقي البشر، لكنهم سيتعاملون معه من مبدأ الـ (انا) فإن كنت المظلوم فسأنحاز للمظلومين، اما وان كنت الجلاد فسأثخن اجساد هؤلاء جراحا وألماً ولا بواكي لهم.

• الحديث اليوم عن وجوب اعتبار كلماتهم وكأنها مكسب للجنوب، ليس من السياسة في شيء بل هو أقرب إلى السذاجة، فهل نحن بحاجة أن يصطف بجانبنا القتلة والمأجورين وان نقوم باحتواء كل عفن فقط لنجمع حشداً من الأنصار!!.

• هل كانت قضيتنا الجنوبية أصلا تقاس بالعدد!! فقد كان الأبطال لا يتجاوزون المئات وبرغم ذلك واجهوا نظاماً بأكمله بعده وعتاده، والحال الآن كذلك، فالجنوب قلة امام الشمال فهل سنتملق اقلام مثقفيهم لينصفونا!.

• التعاطي معهم بهذه العقلية سيفقد قضيتنا مصدر قوتها الوحيد - العدالة - فلسنا بحاجة هؤلاء المتلونين، الذين يقفزون من سفينتهم الغارقة ليخرقوا سفينة الجنوب مجدداً ومن لم يتعلم من دروس الماضي سيكون مصيره الفشل حتماً.

• الاصوات التي تعود الى رشدها لتنصف الجنوب وشعبه، ينبغي التعاطي معها على اساس قوة قضيتنا التي اجبرتهم للاذعان بها، برغم مشاركتهم في الظلم، لا تهليلا واستبشاراً بعودة فلان او حديثه عنها، لمجرد نطقه بحق يعرفه القاصي والداني.

• التعامل في هذه المواقف لا يقوم على احد النقيضين: إما معاداتهم أو تلميعهم، لكن الحكمة تقتضي ان نستخدم مواقفهم وتقلباتهم، لنسف كل ادعاءات تلك الشخصيات وتفنيدها وإبراز الاخطأء التي صدرت منهم أمام الراي العام شمالاً، لا ان نصنع من شخصياتهم المتقلبة ابطالاً، وكأننا نؤسس لثقافة اجلدوا الجنوب واشتموه واقتلوه، ثم اعتذروا ليتكفل الجنوب بتلميعكم، واعادتكم للواجهة من جديد مرة أخرى.

#ياسر_علي
ع.ع