ادبــاء وكُتــاب


25 أبريل, 2019 10:47:30 م

كُتب بواسطة : صالح الداعري - ارشيف الكاتب




في بادرة خطيرة لم تكن متوقعة، تشن قوات الانقلاب الحوثية وحلفائها هجمات عنيفة على المناطق الحدودية وبالتحديد في جبهات الضالع والبيضاء والمسيمير، وتمكنت من استعادة العديد من المناطق المحاذية للحدود الشطرية السابقة ولا تزال المعارك على اشدها كما تفيد المعلومات بان المليشيات تعمل على تعزيز جبهة مكيراس ، وربما قد تفتح جبهات حدودية اخرى.

لا احد يعرف كيف تغيرت قواعد اللعبة، وما الذي جعل المليشيات الحوثية تعاود الكرة في السيطرة على مناطق كانت قد خرجت منها مذمومة مدحورة حيث يرى البعض ان ذلك ناتج عن تشكل تحالفات جديدة غير معلنة الامر الذي قد يغير قواعد اللعبة بتحول الحرب من حرب بين شرعية وانقلابيين، الى حرب شمالية جنوبية، بدليل اشتداد المعارك بالقرب من الشريط الحدوي الفاصل بين الشطرين، يقابله جمود في الجبهات الاخرى، الامر الذي بعث روح الامل في نفوس تلك المليشيات والياس في نفوس المقاتلين الممنضوين تحت مظلة الشرعية.

مع اتساع رقعة الصراع ومحاولة العدو تكرار تجربته الفاشلة بااستهداف الجنوب، لا يهم ابناء الجنوب دوافع الحرب وشركاءها ومن يمولها ،ما يهمهم ،هو كيفة التصدي للاعمال العدائية الهادفة الى احتلال الجنوب واستباحته ارضا وشعب.

يرى البعض ان الطريقة المثلى لمواجهة العدو تكون في المناطق الشمالية وهذا ما هو حاصل بالفعل في مريس وحمك ومناطق اخرى، لكن ذلك قد يعرض المقاومة الجنوبية والوحدات العسكرية المحسوبة على الجنوب للخداع والغدر، نظرا لعدم توفر البيئة الحاضنة وعدم الادراك الكافي بطبيعة الارض الجغرافية والسكانية، ويرى البعض الاخر وهو الانسب بان من الافضل للمقاومة الجنوبية والوحدات العسكرية الجنوبية الاخرى ،ان تكتفي بالدعم اللوجستي وضربات الطيران والاسناد المدفعي للمقاومة في تلك المناطق ، وان تنصب جهود المقاومة الجنوبية والوحدات العسكرية في تجهيز المواقع الدفاعية على الشريط الحدودي والاستعداد للتصدي لاي هجوم معادي.

كما ينبغي على المقاومة الجنوبية والوحدات الجنوبية خلق نوع من الانسجام مع المقاومة الشمالية، وتجنب الاساءة لاي شخص جنايته فقط انه شمالي، وهذا واجب ديني واخلاقي تجاه اخواننا من ابناء الشمال.

الخلاصة هناك شبه اجماع بان ابناء الجنوب لن يسمحوا لاي غازي حوثي او غيره ان يطئ ارض الجنوب مهما كلفهم ذلك من تضحيات.