ادبــاء وكُتــاب


27 أبريل, 2019 12:57:53 م

كُتب بواسطة : د حسن زيد بن عقيل - ارشيف الكاتب


الوحدة في الإسلام يقول المولى عزّ وجلّ في محكم تنزيله: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ.
إذا اضفنا الى ما اشار اليه السفير الامريكي في اليمن على حسابه على التويتر اننا نحتاج : " إلى برلمان أقوى و أكثر تمثيلا لجميع اليمنيين " ، وما صرح به السفير الروسي في الاسبوع الماضي للميادين يؤكد ان روسيا و امريكا و الغرب الى الان متفقين بالشأن اليمني . يهمهم جميعا السواحل و الممرات البحرية . بالنسبة لامريكا و الغرب و الروس لايوجد لديهم اعتراض على الحوثي . الدليل على ذلك ، اولا : في محادثات السلام في السويد نجد ، هناك ، طرفان في الصراع معترف به دوليا هما الطرف الاول الشرعية و الثاني انصار الله .
و كذا نلمس لا توجد اعتراضات على التقارب بين الحوثيين وحزب الاصلاح و الاتفاق على طي صفحة الماضي . وكذا لا اعتراض على حوار السيد رئيس المؤتمر الشعبي العام صادق أمين ابو راس لصحيفة ( الثورة ) في مارس 2019 الذي يشير الى التنسيق بين الحزبين المؤتمر و الحوثي . إذا المجتمع الدولي يبارك تلك الخطوات . على ما أعتقد الحل المقبول بالنسبة للطرفين الزيود و الشوافع في الشمال اليمني هو ما قد قدمته السلطنة العثمانية 1918 للامام يحيى حميد الدين . حيث منحت السلطة العثمانية الاستقلال للامام يحيى على مناطق انتشار الزيدية أي من صنعاء و المرتفعات الشمالية الزيدية . اما من صنعاء و جنوبا للسنة الشوافع و حاضرتها مدينة تعز . بعد ذلك تشكل حكومة وطنية لهم ، " أهل مكة ادرى بشعابها " حسب الاتفاق . الذي يهمنا كجنوبيين ، ان تكون في الشمال دولة مسالمة تمتلك مؤسسات مدنية حديثة ، تختلف عن دولة على عبدالله صالح الهمجية ، التي بسببها فشلت الوحدة من عامها الاول . ثم تتم عملية التخطيط للوحدة على أسس و مبادئ جديدة . الشمال اليمني مشاكله أهون بكثير مما هي عليه في الجنوب . الذي اصيب بآفة الفكر اليساري المتطرف التخريبي .
الجنوب اليمني اخطأ مرتين الاولى عندما قام بالخطوة التصحيحية 22 يونيو 1969 ، هي خطوة تخريبية و ليست تصحيحية . قتل فيها من خيرت الكوادر العسكرية و المدنية الجنوبية و شرد من بقي منهم و استمرت تلك التصفيات حتى الوحدة 1990 . من هنا بدأ الخطأ الثاني . الوحدة جيدة و الكل يتمناها ، لكن يجب ان تبني على أسس صحيحة . كان على القيادة السياسية في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية اولا ، قبل الوحدة ان تحل اهم القضايا ، على سبيل المثال مسألة العدالة الاجتماعية و غيرها . لذا دخل الحزب الاشتراكي و مجلس الشعب في الجنوب الى الوحدة لاخفاء اخطأ قيادتهم السياسية من 1969 الى 1990 تحت عباءة الوحدة . نصل الى الاستنتاج التالي : تمت الوحدة بين نظامين ، نظام متخلف همجي في الشمال و نظام ذهب الى الوحدة ليخفي العيوب و المآسي التي خلفها في الجنوب تحت غطاء الوحدة . اذا ما بني على خطأ فهو خطأ . و كما تعلمنا في الفقه ما بني على مقدمات فاسدة ينتج عنه نتائج فاسدة، وما بُنِي على مقدمات صحيحة أنتج النتيجة الصحيحة، فالتابع يأخذ حكم ما هو تابع له. لذا نبدأ كلانا " الشطرين " بالخطوة العملية بفك الارتباط . ثم ننظر الى وضعنا في جنوب اليمن ، الشمال قد تحدثت عنه . الجنوب اليمني لم يكن معرض للتقسيم ، فهو معرض لتفتيت . أي توزيعه الى مناطق نفوذ بين عدة دول . الدليل على ذلك بدأت الخطوة الاولى ، قام بها التحالف " المجتمع الدولي " وهي تدمير الجيش و القوى الامنية الجنوبية - مثل بول بريمر اصدر قرار بحل الجيش العراقي و جميع المؤسسات الامنية بهدف تقسيم العراق – في اليمن قوى التحالف تجاهلت الجيش و شكلت ميليشيات موازية له تعتمد عليها . تمهيدا للخطوة التالية عند التوزيع على كل دولة تشكل قوة امنية في مناطق نفوذها .مثلا السعودية إذا وقعت محافظة المهرة في اطار نفوذها فعليها تشكيل قوة ( ميليشيات ) أمنية تابعة لها في المهرة . و هكذا الامارات ... الخ . هناك مطبات كثيرة أمام اخواننا في الجنوب اليمني ، أكانت الشرعية أو الأنتقالي فهم بالنسبة للتحالف عبارة عن اجسام " متحركة حركة تذبذبية حول محور أفقي ثابت – هو المجتمع الدولي " . المهم على الاخوة في الجنوب أن يدرسوا الأمور بجدية ، المستقبل لا يبشر بخير في ظل هذا الوضع . فقط هناك أحلام طيبة مع ابناء شبوة ، حضرموت ، المهرة بحكم وجود الثروة النفطية و الغاز و السواحل ( المواني ) لتصدير النفط الخليجي على اراضيهم . و عدن ، مركز التجارة الدولية مستقبلا ، حلم بريطانيا من ستينات القرن الماضي و التي سوف تكون بيد الاقطاب الرأسمالية العالمية و اليد العاملة التعزية ( من م/تعز ) الطيعة التي تعرف كيف تنطق " أمرك سيدي " بشكل صحيح . الخسران هو م/لحج و م/أبين . أبناؤهم سوف ينضمون الى ابناء المنطقة الوسطى من الشمال و يكونوا مصدر لليد العاملة مثل البنغال و الهنود و الفلبيين ..الخ التي تعمل في الخليج . سوف يشكلون مصدر للعمالة الوافدة على عدن أو المنطقة الشرقية ، و قد تنافسها العمالة الاجنبية . هكذا نمزق الجنوب أرضا و شعبا أرضاء لهذه الدولة او تلك .
علينا كجنوبيين اولا نعلن فك الرتباط بالاتفاق مع اخواننا في الشمال ، و على كل شطر يعيد بناء دولته بشكل صحيح و على اسس مدنية حديثة و ننأى بأنفسنا عن الصراعات الأقليمية . بعد ذلك نبدأ التخطيط بشكل صحيح لقيام دولة يمنية موحدة للشطرين . و نفتح صفحة جديدة لكسب ثقة المجتمع الدولي .
ومن هنا نناشد القادة السيد الرئيس عبدربه منصور هادي و السيد رئيس المجلس الانتقالي السيد عيدروس الزبيدي و غيرهم من القيادت الجنوبية ان يتفقوا على الحد الادنى و الاهم و هو تأسيس جيش وطني جنوبي موحد من عدن الى المهرة يخضع لقيادة موحدة في عدن و لا مانع من الاستفادة من الخبرات الاوروبية – الامريكية . و تشكيل حكومة مؤقتة حتى الانتخابات .