ادبــاء وكُتــاب


23 أغسطس, 2017 11:57:35 م

كُتب بواسطة : عادل اليافعي - ارشيف الكاتب



كثر الهجوم على هادي وقيل فيه الكثير من التجريح والسخرية وإشارات التخوين والتواطئ مع الشمال مع أن الرجل كان المتضرر الأكبر من هذه الأزمة ، هادي لم يكن ساعيا لما هو عليه الان من منصب لا يحسد عليه فقد عاش تحت الظل قرابة عقدين في ملعب مليئ بالثعابين لا يملك فيه حولا ولاقوة بعد أن مزق عفاش قومه ورجاله الذين دخل بهم الجنوب ، هكذا يجيد عفاش سياسة فرق تسد ففعلها في رفاق هادي الذين قادوا حرب 94 وتمكنوا من تحقيق إنجاز لن يستطيع عفاش تحقيقه ولو استمر بقتاله دونهم الى الان ، هادي جأته الاقدار بما لايحب ووجد نفسه بين عشية وضحاها ملك اليمن لا يملك رجالا ولا مالا ولا سلاح فكيف له ان يتصرف في مربع كله خيانات وولاءات حزبية ومناطقية وهو الحلقة الأضعف بينهم ، تسلم الحكم وقالها حينها لا أريده ولكنه فرض وقبلته من اجل اليمن ، قالها تسلمت الدولة والخزينة فاضية وكذا الانصار الا من أهله من بقي معه وقد قتل الكثير منهم اثناء حصاره ، عاد هادي هاربا إلينا في ليل حتى بيته في عدن سرق عن بكره أبيه لم يتبقى له شي وبدا الرجل بلملمة الصفوف محاولا إيجاد حاضنة ورجال يحيطون به مع علمه ان عدوه يملك كنوز الارض من عدة وعتاد ورجال ، ماذا عساه ان يفعل حاول وتعرض للغدر والخيانة من اقرب الناس اليه ، اندلعت الحرب وكان راْسه مطلوب رقم واحد لانهم يعرفون خطورته ، هرب الرجل مرة اخرى ولم يصدق انه نجى للمرة الثانية ودخل عمان بمعوزه الذي هرب به وتلقته عمان ومنها الى الرياض بقميص عماني فقط وهو لا يعلم ما يجري في بلاده فقد تأزمت الامور وضاقت الارض عليه ثم بدا بترتيب اوراقه بعد الحرب ساعيا الى تثبيت الاوضاع وقد نجح كثيرا ولم يكن كما يصفه الكثيرون انه لا يعلم شي ، انتهت الحرب بالانتصار وكافئ هادي ابطال الجنوب مسلما لهم المناصب السياسية والعسكرية وتركهم يتسلحون وينظمون صفوفهم لم يمنعهم ولم يعترض على ما يفعلونه فالارض ارضهم ولم ينكر دورهم بل كان يصرح في كل لقاء معهم ان رتبوا صفوفكم بصمت وعززوا قواتكم وانا معكم ، لم يكن هادي عدو للحراك بل قرب منه القيادات المتشددة والسلفية وغيرها وأحتضنهم جميع وبفضل الله ثم بجهوده اصبحت المقاومة ورجالها رقم صعب وقوي ولم يعترض على تسليحهم وتزويدهم بالمعدات العسكرية بل كان ينظر الى ذلك انه واجب وان هولاء الرجال هم صمام الامان له وللجنوب واليوم نستغرب جدا ممن يصورون الرجل انه عدو وانه قصر معنا وانه يسعى لإعادتنا الى صنعاء ، الرجل مقيد بقرارات دولية ملزمة وقعت عليها دول عظمى تحت قيادته لانه الرجل الاول في اليمن الذي جاء العالم يعيد له شرعيته ، البعض يأخذ عليه لماذا لا يعلن اﻻنفصال ولماذا لا يطرد من حوله قيادات ألشمال ويعين بدلهم جنوبيين وهذا الامر فيه كثير من المبالغة والرجل لا يستطيع الا وفق ما تجيزه له القوانيين الدولية وهذا يعني انه سيظل مقيد بها حتى تنتهي الحرب ، اخيرا هادي ليس خائن ولا عدونا ولا سيعيدنا الى صنعاء بل انه رئيس لكل اليمن وليس لنا فقط وكما نطالبه بتحقيق مطالبنا فهناك 25 مليون إنسان شمالي يريد منه حق لا يستطيع نكرانه وتجاوزه ، قلنا سابقا الانتقاد جائز لتصويب الخطا ولكن لا يجوز ان ننسى دور الرجل معنا حتى لا نكون بلا جميل واي جميل قدمه لنا ومهما عملنا لن نستطيع شكره وستذكرون غدا ان الرجل خدمكم خدمة عظيمة ..
شكرا فخامتك وسنظل منتقدين لك ولحكومتك من اجل اليمن شمالا وجنوبا ..
عادل اليافعي