ادبــاء وكُتــاب


27 مارس, 2021 08:39:05 م

كُتب بواسطة : د. لؤي عبدالباري قاسم - ارشيف الكاتب



لابد وأن يعود كل حال إلى ما كان عليه، وأكثر من ذلك لابد أن يكون أقوى من ذي قبل مستفيداً من تجارب المراحل السابقة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
تجربة مرت بها قطر ولازالت معالمها وأثرها بائن للعيان، ولازالت أمور كثيرة يجب أن يتم النظر والفصل فيها وفق تفاهمات أصحاب الشأن في الخليج العربي لاسيما مجلس التعاون الخليجي بدرجة رئيسية بما لا يدع مجالا للشك ولا مجال للمترصدين الغير راغبين بوحدة المجلس وسعادة شعبه...، وعليه لابد من إلتفاف حميم لافظ لكل سموم المرحلة بكل ما حملته من ضغائن وحروب باردة أستخدمتها قوى معادية مفادها شتات المجلس ووحدته وإعادة كل دولة فيه إلى مربع الفرقة لإضفاء الصراعات والزج بالجميع نحو تدمير كل ماتم بنائه طيلة السنوات الطويلة الماضية.
إننا مع وحدة خليجنا العربي العظيم دولة وشعباً وضد أي تجزئة لأننا نرى في ذلك قوة إقتصادية وتجارية وموقع إستراتيجي هام في المنطقة نعتد بها، وكذلك يعتد بها الوطن العربي موقعاً إستراتيجيا هاما لما هي عليه دول مجلس التعاون الخليجي، وإنطلاقاً نحو آفاق مستقبلية لوحدة الصف العربي في مواجهة تحديات العالم الإقتصادية وبما تفرضه سياسية الأمر الواقع بمفهوم اليوم وليس كما كان عليه الحال في العهود السابقة من صراعات وحروب باردة كتلك التي كانت في خمسينات وستينات القرن الماضي بين معسكري مابعد الحرب العالمية الثانية.
وعليه والآن ونحن نمر بكل معضلات الحياة السياسية والإقتصادية ومؤثرات القوى الكونية وخاصة منها الجائحات كالكورونا في وقتنا الحالي وما سببته مؤخراً من أضرار على الشعوب إقليمياً ودولياً، وبما يجب علينا أن نتعضه إستفادة ولكي نكون فاعلين وذوي مكانة وإعتبار وخاصة الآن ونحن مع هكذا متغيرات كبيرة فلابد وأن يكون هناك أساس للإنطلاق نحو إبراز مكانتنا ثقافة وحضارة وعلى أسس سليمة تظهر إيجابياتنا وحسن تعاملنا مع الآخر بالرغم من كل هذه الظروف، والى جانب العديد من الأمور التي يجب مراعاتها حفاظاً على عروبتنا وبما لا يدع مجالاً للشك في أن لا نكون فريسة لمن يريد بنا باطلا أو مثيرا للفتنة ولشق وحدة صفنا أوغيره مما سجله التاريخ من صراعات عديدة وطويلة المدى، ولذا لن يكون هناك إستقرار وأمن وسلام إلا بالتفاهم والتكامل الذي نصت عليه قوانين إنشاء مجلس التعاون الخليجي وتم الإتفاق عليها والتي على أساسها أعلن هذا المجلس، كما وأننا أيضا مع العودة لمربع أو مربعات قد يكون تجاوزها أو المرور عليها فيه بعض من الأثر السلبي الذي قد لا يمنحنا القوة الكافية للتوازن الكفيل بمواصلة المسيرة يد بيد وبدون مساس أو بتر لجزء من مكونات مجلس التعاون الخليجي إقليمياً والوطن العربي بحجمه القومي والعروبي، وعالمياً بما هو عليه من مكانة.
قطر دولة عربية عريقة وستظل ملتزمة بكل مامن شأنه الحفاظ على وحدة وسلامة المجلس إقليمياً، وستظل بذات المكانة عربياً ودولياً وإن تغير بعض من الزمن...،
دامت دول مجلس التعاون الخليجي واحدة موحدة لا يخترقها أي كان، وإذا ما أختلفنا فإن الإختلاف كما يقال لا يفسد في الود قضية.

د. لؤي عبدالباري قاسم.