ادبــاء وكُتــاب


11 مايو, 2018 12:52:01 ص

كُتب بواسطة : فهد البرشا - ارشيف الكاتب


لم أشاهد قط بحياتي رجلٌ بتلك العزيمة والصلابة والقوة والصبر والتحدي،لم أشاهد رجلٌ يصنع من السجن متنزه،ويصنع من الوجع سعادة،ويصنع من الحزن فرحة،ويصنع من القضبان ورود..

رجلٌ جعل من إبتسامة الساحرة الصادقة البريئة سلاحة الوحيد أمام ذلك الظلم والطغيان الذي طاله من سجانيه،فأحتار جميع من عرفه فيه، فكيف لرجلٌ كُبلت حريته، وقُيدة يديه،وسُلبت حقوقه، وطاله الظلم والعذاب بكل أشكاله وأصنافه أن يمتلك مثل هذه الإبتسامة التي حيرت الألباب وأسرتها في ذات الوقت..

لم يهن،ولم ينكسر،ولم يخنع،ولم يستسلم، لم ترهبه غطرسة سجانيه، ولم تخفه عنجهية ظالميه، ولم تزعزع ثقته بالله تلك الخطوب والمنايا منذ عشر سنوات ونيف، فخط بصبره وعزيمته وتحديه حكاية خلدت له في قلوب محبيه كل الود والحب والإعجاب والإنبهار..

ورسم بإبتسامته الساحرة أجمل الصور وأروعها لمعاني التحمل والجلد ومجابهة الخطوب والمنايا،وعدم الخنوع والإنكسار واليأس والإحباط مهما بلغت المحنة،ومهما أشتدت قسوتها ومرارتها..

لا أخفيكم سراً أنني منبهراً به لانه جمع بين جوانحه كل الخصال والصفات الحسنة، فما زاده السجن غير إيمانا، بالله وثقة به،وبأن الأقدار بيد الرحمن، مهما تجبر الطغاة، ومهما عاثوا في الأرض فساداً،فعدالة الرحمن ستحل لامحالة..

منذ سنوات ليست بالكثيرة تعرفت على هذا الرجل عبر منصات التواصل الإجتماعي وتابعته مراراً وتكراراً فأيقنت أن لامجال لكسره، ولا مجال أمام من يحاولون تدميره أو إنهاكه نفسياً ومعنوياً، فهو يمتلك عزيمة كـ(الفولاذ) وصبراً كـ(الحديد)، ولا محالة ستبوء جميع محاولات من يسعون لذلك بالفشل الذريع..

وايقنت أن لاخوف عليه مهما توالت السنوات وتعاقبت، ومهما تفنن الطغاة وارهبوه، ومهما خذله الجميع وتناسوه، والخوف كل الخوف علينا نحن الذين نهاب من انفسنا ونرضخ لها، فكيف لو كنا في ذات موقفه ومكانه..

حديثي عنه قاصر، وكلماتي عنه عاجزة، وبلاغتي أمامه جهالة، ومديحي له غير كافٍ ، وشهادتي فيه مجروحه، بل وأخجل أن اكتب ما لايستطيع أن يسبر اغواره إو يصوره لمن لايعرفه بالشكل الصحيح والمطلوب..

ربما يعرفه الكل فهو لايكل أو يمل، ولايستكين، منه تعلم رفاق سجنه الكثير، حتى بات لهم المعلم القدير، ومنه يستمد الأحرار قوة النضال وإكمال المسير رغم أنهم مكبلون وعاجزون ومتناثرون..

تحية لك أيها العملاق وعميد الأسرى الجنوبيين وصاحب الإبتسامة الساحرة والإيمان القوي والصبر الجميل، تحية حب لك أيها الحر أحمد عمر المرقشي..