تحليلات سياسية

الأحد - 07 يوليه 2019 - الساعة 03:32 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/خاص



● تقرير يكشف القوى التي تقف خلف استهداف الشراكة السعودية الإماراتية.
● التحليل يفسر مصلحة تلك القوى من نسف التحالف بين أبوظبي والرياض
● يحدد التقرير أدوات مشروع استهداف الإمارات في اليمن.


يبدو أن استهداف الدور الإماراتي في اليمن، سلاح تستخدمه دولة قطر لنسف العلاقة الاستراتيجية بين السعودية والإمارات، وفي المقام الأول استهدافا للمملكة السعودية التي تُعد الإمارات، حليفها القوي والأمين، ليس فقط عسكريا، ولكن في كل القضايا المشتركة إقليميا وعربيا ودوليا، فضلا عن الشراكة الاقتصادية بين البلدين والتنسيق بين القطاعات الحكومية والخاصة بين الرياض وابوظبي، وصولا إلى أكبر تبادل تجاري في المنطقة حيث بلغ سنويا 23 مليارا.



هدف قطر من ضرب علاقة البلدين


تسعى دولة قطر إلى نسف التحالف المتين بين الرياض وأبوظبي، إذ أن بقاء التكامل والتوافق بين البلدين وفق رؤية "خلوات العزم" التي تخمض عنها الإعلان عن اتفاق شامل في العام 2017، لمواجهة الأخطار التي تهدد أمن المنطقة، ذلك الاتفاق تعاطت معه الدوحة ككابوس يهدد أطماعها ويقصقص مخالبها المزروعة في دول المنطقة وأهمها الحركات الجهادية الدائرة في فلك جماعة الإخوان المسلمين التي ترعاه الدوحة في أكثر من بلد.


في موازاة ذلك، ترى الرياض بضرورة مواجهة المشاريع التي تستهدف أمنها وأمن الخليج، وتتمثل التهديدات أولا في المد الإيراني الذي اقترب من شمال الجزيرة (العراق) عبر ميليشيات الحشد الشعبي وأخواتها الممولة من إيران، وكذلك سقوط جنوب الجزيرة العربية (اليمن) في يد حركة الحوثيين التابعة لإيران، أما التهديد الثاني فيكمن في تنظيم الإخوان، حيث وجد في ثورات الربيع العربي بيئة خصبة للسيطرة على المنطقة وقد سيطر فعليا على مصر وتونس واليمن وأجزاء من ليبيا، ولم يكتف بذلك، وبدأ يخطط فعليا لإسقاط الرياض وأبوظبي، كخطوة تسبق الإعلان عن الخلافة الإسلامية المفترضة.


كل تلك التهديدات التي تضع السعودية أولا والخليج ثانيا، على كف عفريت، تمثل بالنسبة للدوحة انتصارا تاريخيا، وذلك أن قطر أول دولة دعمت الحركة الحوثية في العام 2004، كما أنها تحالفت مع إيران في مواجهة دول الخليج، إضافة إلى دعمها المطلق لتنظيم الإخوان، كل ذلك، يجعل منها مكب تندلع منه كل المخاطر التي تهدد الدول الخليجية.
ولمواجهة تلك المساعي التي لو تركت لفترة وجيزة لحققت أهدافها، كان لزاما الشروع في بناء تحالف جامد وصلب بين أبوظبي والرياض، لمواجهة تلك التحديات وكانت أول مهمة لترجمة ذلك التحالف، الحرب في اليمن، وقطع الذراع الإيراني القطري، الأمر الذي جعل من الأخيرة، السعي إلى فكفكة ذلك التحالف، والبدء بالحليف القوي وربما الأوحد للرياض، وظهر حجم الاستهداف القطري الإيراني إعلاميا وحقوقيا، للدور الإماراتي في الجنوب.



أدوات قطر في مواجهة الإمارات


استخدمت قطر العديد من الجماعات الدينية والسياسية، لضرب التحالف في اليمن، وبدأت معركتها منتصف العام 2017، عندما وظفت كل مؤسساتها الإعلامية وعلى رأسها قناة الجزبرة، كمنبر، للسياسيين والإعلاميين والحقوقيين، ينتمون إلى جماعة الإخوان والحوثييين، وجماعات أخرى متشددة، واستخدمتهم لفبركة تقارير ومواد لخلط الأوراق، وخداع الرأي العام المحلي ، والدولي وتشويه دور الإمارات في الجنوب.


وعبر أدواتها المتغلغلة في مؤسسات الشرعية، المتواجدة في الرياض، تشن الدوحة هجوما لاذعا على الدور الإماراتي، ويفسر متابعون الأمر على أن الاختراق تجاوز اليمنيين أيضا إلى السعوديين، خصوصا وهناك التباس واضح في إدارة الملف اليمني من قبل السعودية، وتحظى أطراف تهاجم الدور الإماراتي، برعاية جهات سعودية تشرف على الملف اليمني، الأمر الذي قد يحقق أهداف قطر الرامية إلى فض الشراكة والتحالف بين الرياض وأبوظبي، خصوصا والدوحة قد اختارت اليمن والجنوب تحديدا، كساحة للنيل من التحالف.



تجريد السعودية من أهم حليف

يرى محللون بأن نجاح المخطط القطري لضرب التحالف السعودي الإماراتي، يعد ضربة للرياض أولا، وتجريدها من أهم نقاط قوتها، وهو أول الخطوات القطرية الإيرانية التركية، لإضعاف المملكة، وفرض عليها حصار من اتجاهاتها الأربعة، وصولا إلى تحييد السعودية كلاعب قوي ومهم في المنطقة، وإخلاء الساحة الإقليمية لصالح الحلف الثلاثي بين الدوحة وطهران وأنقره، الذي يخطط لإسقاط دول المنطقة عبر ميليشياته المنتشرة في العراق وليبيا ولبنان وسوريا واليمن.
وبرأي متابعين، فإن المملكة يلزمها مراجعة حساباتها وإعادة هيكلة أجهزتها المسؤولة المعنية باليمن، مالم فإن الخلايا القطرية ستستمر تنخر عظام الشراكة المتينة بين أبوظبي والرياض، حتى سقوطها، على الأقل في الحالة اليمنية.