اخبار وتقارير

الخميس - 22 أغسطس 2019 - الساعة 08:05 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/خاص

تطور الأوضاع العسكرية في العاصمة عدن بعد أن سيطرت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، على المدينة الساحلية المهمة، من ناحية معسكراتها والمؤسسات الحكومية فيها، بعد صراع دموي دام لأربعة أيام بين الحرس الرئاسي والمجلس الانتقالي، وانتهى بأنتصار المجلس الانتقالي.

بعد ان اكتفت السعودية بالصمت على مشهد القتال في عدن خلال تلك الأيام الأربعة الحاسمة، وبعد أن أكملت قوات المجلس الانتقالي سيطرتها على أهم المرافق الحيوية بالعاصمة عدن بما فيها قصر معاشيق الرئاسي في عدن، تدخلت لتدعو أطراف القتال إلى الحوار وتعلن وقفاً للنار وتهدد المخالفين.


تحديث تايم - خاص


حكومة الرئيس هادي تدعو التحالف للضغط على المجلس الانتقالي

دعت حكومة الرئيس " عبد ربه منصور هادي" التحالف العربي بقيادة السعودية إلى ممارسة ضغوط "عاجلة" على المجلس الانتقالي الجنوب لانسحابة و التسليم السلطة للشرعية، بعد فشلها في المواجهة.

و اتهمت الحكومة المجلس الانتقالي الجنوبي بالمسؤولية عن التصعيد في عدن، مطالبة الرياض وأبو ظبي بممارسة ضغوط "عاجلة" عليهم.



التحالف العربي يصدر بيان بأنسحاب المجلس الانتقالي

وما يثير الجدل هو التغير المفاجئ لمسار المملكة العربية السعودية، حيث دعا التحالف العربي بقيادة السعودية، بإنسحاب المجلس الانتقالي من( قصر المعاشيق، المعسكرات، والمؤسسات الحكومية)، وتسليمها للحكومة الشرعية، استجابة لطلب الحكومة اليمنية الشرعية للدعوة لضبط النفس أثناء الأزمة"، كما هددت بقصفهم اذا رفض المجلس الانتقالي الانسحاب، بعد أن كان التحالف في المقدمة لدعم المجلس الانتقالي للانتصار على الحكومة الشرعية الداعمة للاصلاح.

في حين أصدر التحالف لاحقا بيان : "ندعو قيادة القوات المشتركة إلى استمرار التهدئة وضبط النفس ووقف الخطاب الإعلامي المتشنج، وتعزيز لغة الحوار والتصالح وتوحيد الجهود في هذه المرحلة".

وإزاء هذه التطورات دخل التحالف -الذي يمثل تعبيرا آخر عن الموقف السعودي- على خط الأزمة ليعلن أنه هاجم أحد الأهداف بعد أن هدد بالتحرك ما لم توقف قوات الجنوب إطلاق النار.


رفض المجلس الانتقالي الانسحاب

بعد شهدت العاصمة عدن، مساء يوم السبت 17 اغسطس، تحليقاً مكثفاً لمقاتلات حربية، وحسب شهود أعيان أن المقاتلات حربية أطلقت قنابل ضوئية، في وقتٍ أعلنت فيه السعودية من المجلس الانتقالي بالانسحاب، وتهدد بقصفها، إلا أن المجلس الانتقالي رفض الانسحاب، وأصدر بياناً يعلنون فيه برنامجاً لإدارة المناطق الجنوبية لليمن.

ووفقاً لمصادر خاصة، فقد جاء التحليق بعد ساعات من انتهاء مهلة حددتها السعودية لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، للانسحاب من المواقع التي سيطرت عليها في عدن.

في غضون ذلك، أعلن اللواء الخامس في قوات الدعم والإسناد والمعروفة بـ"الحزام الأمني"، أن الطائرات السعودية تهدد بقصفه، بعدما طلبت من قوات اللواء الانسحاب من القصر الرئاسي الذي استولت عليه في عدن.

وقال اللواء، في بيان : "طلبوا منا الانسحاب من القصر ومحيطه فانسحبنا، فكانت نواياهم بأن ترحل كافة قواتنا عن عدن، وهذا لا يمكن أن نرتضيه ما دامت أرواحنا في أجسادنا".

وأضاف البيان "للأسف الشديد تعرضنا لتهديدات بالقصف، والآن وفي هذه اللحظات (البيان بحدود الثالثة فجراً)، تقوم الطائرات السعودية بإطلاق صواريخ ضوئية على معسكر قواتنا في مقر اللواء الخامس دعم وإسناد في ردفان (بمحافظة لحج) في محاولة منها للكشف وربما القصف والاستهداف".

وهدد المجلس الانتقالي بأن أي استهداف لها سيجعل من الجنوب "كتلة مشتعلة ستحرق ما تبقى من سلام واستقرار في اليمن، والذي لم ولن تسلم منه السعودية".

وتابع البيان: "نودّ أن نوصل رسالتنا إلى كلّ أبناء شعبنا الجنوبي العظيم، بأنّ هذه الوسائل لا ولن ترهبنا، بل تزيدنا إصراراً وعزيمةً، فنحن قد عاهدنا الله وعاهدنا شهداءنا بأننا على دربهم لسائرون ولو ننتهي عن آخرنا"، مضيفاً: "لن نتراجع ولن نتزحزح ولن تخيفنا طائراتهم، فعزيمتنا كالجبال ولن تنحني وفي حال تعرضنا لأي قصف سيلاقون الردّ من شعب الجنوب وكافة قادته".



نزول الوفد المشترك واستجابة الانتقالي للتحالف العربي

عم الهدوء في العاصمة عدن، خلال عيد الأضحى مع إعلان المجلس الانتقالي المشاركة في اجتماع دعت إليه السعودية، ويأتي ذلك بعد اشتباكات عنيفة الأسبوع الماضي.

وكانت لجنة عسكرية سعودية إماراتية مشتركة، قد وصلت الخميس من الاسبوع الماضي إلى عدن، لبحث مسألة انسحاب قوات المجلس الانتقالي من مواقع سيطروا عليها الأسبوع الماضي.

ويأتي إرسال الوفد المشترك بعد زيارة قام بها ولي عهد أبو ظبي الشيخ "محمد بن زايد آل نهيان" إلى السعودية الاثنين، ولقاءه مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير "محمد بن سلمان".

والحاقاً لبيانها السابق الذي طلبت فيه وقفاً فورياً لإطلاق النار في عدن، ودعوة كلّ المكونات والتشكيلات العسكرية من "الانتقالي" وقوات "الحزام الأمني" إلى العودة الفورية لمواقعها والانسحاب من المواقع التي استولت عليها خلال الفترة، ثمّنت قيادة القوات المشتركة للتحالف، "استجابة الحكومة الشرعية للدعوة لضبط النفس أثناء الأزمة، وتغليبها لمصالح الشعب اليمني، ومحافظتها على مكاسب تحالف "دعم الشرعية" في اليمن لأجل إعادة الدولة ومؤسساتها"، بحسب البيان.

وثمنت القيادة أيضاً "استجابة "الانتقالي" في عدن لدعوة السعودية والإمارات لوقف إطلاق النار، وسحب "الانتقالي" قواته وعناصره القتالية من قصر المعاشيق والمؤسسات، ورفض الانسحاب من المعسكرات.


و أكد مصدر في المجلس الانتقالي الجنوبي بوصول اللجنة، موضحا "سنعقد معها لقاءات" دون المزيد من التفاصيل.



الدفاع عن النفس

وقال الرئيس القائد" عيدروس الزبيدي" في خطاب تلفزيوني بث ليلة الأحد إن ما حدث في مدينة عدن يندرج في إطار "الدفاع عن النفس، بينما كان دور الطرف الآخر هو تنفيذ خطة مبنية على اغتيال قياداتنا ثم استفزاز جماهيرنا ثم بعد ذلك تصفية وجودنا".



اتهامات قيادات شرعية للسعودية والشعب الجنوبي يرد عليهم برفع اعلام السعودية

اتهمت قيادات في الحكومة الشرعية الداعمة للإصلاح، المملكة العربية السعودية، وكأنهم يقولوا قفي بصف الفساد والا سنلطخك بأتهامات انتم في غنى عنها، بينما من جهة اخرى رفع علم المملكة العربية السعودية في مليونية النصر من قبل الشعب الجنوبي المؤيد للمجلس الانتقالي لما قامت به السعودية الشقيقة للشعب الجتوبي منذ انبثاق الحرب الحوثي الإيراني في 2015م.



قال عبد العزيز جباري نائب رئيس البرلمان ليتهمها والإمارات "بذبح الشرعية من الوريد إلى الوريد" وليؤكد أن الحوثي "لم يفعل بالشرعية مثلما فعلتم".

والتحق به وزير الداخلية أحمد الميسري الذي اتهم مؤسسة الرئاسة والمملكة السعودية بالصمت إزاء انقلاب المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا.



وجهات نظر دولية للأحداث الاخيرة

ورأى آخرون أن الإمارات "بدأت تراجع نفسها بعد أن اصطدمت حساباتها ببعض العقبات".

من ناحية أخرى، يرى كُتّاب يمنيون مؤيدون للحوثيين أن ما يحدث في عدن هو "صراع على اقتسام اليمن" بين السعودية والإمارات.


يشيد حمود أبو طالب في صحيفة "عكاظ" السعودية بدعوة المملكة أطراف النزاع إلى لقاء عاجل "لاحتواء التصعيد الخطير الذي حدث".

ويحذر الكاتب من أن "أزمة عدن بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية من شأنها، لو لم يتم تدخل التحالف، الدفع باليمن إلى وضع في غاية التعقيد وأسوأ مما هو فيه".

ويعرب أبو طالب عن أمله في "أن يكون الحوار بين أطراف الأزمة الجديدة، الذي دعت إليه المملكة بشكل عاجل، فرصة حقيقية للهدوء وتحكيم العقل وتغليب المصالح العليا لليمن كوطن للجميع تتحمل كل الأطراف مسؤولية إنقاذه من مآلات أسوأ لو استمرت الخلافات".

وفي الصحيفة نفسها، يقول محمد الساعد "اليوم وكما فعلت السعودية قبل خمسين عاما مستشعرة دورها وجيرتها لليمنيين، تدعوهم لمؤتمر وطني يجمع كل أطيافهم، وكأنها تقول لهم: 'نحن جنوبيون في صنعاء، شماليون في عدن'".

ويضيف: "هي دعوة تكاد تكون الممر الأخير والآمن للعبور من نفق الحروب والصراعات والخيانات والاغتيالات والتراجعات عن المعاهدات والاتفاقات، فهل تستجيب صنعاء وتغني عدن، وتعود نبوءة اليمن السعيد".