اخبار وتقارير

الجمعة - 08 نوفمبر 2019 - الساعة 02:31 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت /خاص

اسدل الستار مساء الثلاثاء الماضي في قصر اليمامة بالرياض عن توقيع اتفاق الرياض الذي امتد عمره إلى الشهرين بين حكومة شرعية عبدربه منصور هادي ومجلس عيدروس الزبيدي الانتقالي وبحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد.
ووقع على الاتفاق من جانب الحكومة نائب رئيس الوزراء سالم الخنبشي، فيما وقع عن الانتقالي الجنوبي عضو الوفد ناصر الخبجي
اتفاق  ينهي الأزمة التي اندلعت في بداية آب/أغسطس الماضي، ويقضي بإعادة القوات العسكرية إلى مواقعها التي تحركت منها، ودمج قوات الحزام الأمني والنخب وغيرها من القوات غيرالنظامية ضمن وزارة الدفاع ووزارة الداخلية.
ويؤسس الاتفاق، الذي رعته السعودية لمرحلة جديدة من التعاون والشراكة، وتوحيد الجهود للقضاء على الانقلاب واستئناف عمليات التنمية والبناء، بعد أن نزع أزاح فرص الصدام بين الطرفين كما يؤكد مراقبون وباحثون  في الشأن اليمني الذين. اكدوا ان " "الاتفاق بالمجمل جنب المناطق المحررة وتحديداً عدن المزيد من الصراع، وهناك لجان ستشكل للإشراف والمتابعة وهو ما سيلعب فيه التحالف بقيادة السعودية دور الضامن لتطبيق الاتفاق".
وأكد ولي العهد السعودي في افتتاح جلسة التوقيع أن أهمية هذا الاتفاق تتجاوز دوره في انهاء النزاع الجنوبي  قائلا: "التوصل لهذا الاتفاق هو خطوة تؤكد صدق النوايا للأطراف اليمنية وإعلائهم لمصلحة الشعب اليمني فوق كل من يسعى لنشر حالة عدم الاستقرار في اليمن، وهو ما يمكن أن يفتح الآفاق لاتفاق أوسع ينهي هذه الأزمة ويجمع كل المكونات اليمنية للوصول لحل سياسي وفق المرجعيات الثلاث"
من جهته، ثمن الشيخ محمد بن زايد “الجهود السعودية الكبيرة في توحيد الصف اليمني ودورها المحوري في التوصل إلى اتفاق الرياض”، وتمنى أن “يعم الخير والسلام ربوع اليمن وأن ينعم شعبه بالأمن والاستقرار والتنمية”.

- إعادة توجيه البوصلة  نحو المعركة الرئيسية في صنعاء.
وفي أول تعليق عقب الاتفاق أكد  رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي  عيدروس الزُبيدي على أهمية اتفاق الرياض الذي رعته السعودية، معلناً إعادة توجيه البوصلة  نحو المعركة الرئيسية في صنعاء ضد الانقلاب الحوثي.

وقال الزبيدي:"نوقع اليوم على اتفاق عادل، حافظنا فيه على ثوابتنا الوطنية التي تضمنتها وثائقنا ومشروعنا السياسي كمجلس انتقالي جنوبي يحمل قضية شعب الجنوب، وبنفس الوقت أسسنا من خلال الاتفاق لآلية تنظم العلاقة بالشرعية وتعالج الأخطاء التي واكبت المرحلة السابقة، ومن اليوم سيتم توجيه وتركيز الجهود العسكرية نحو صنعاء لمحاربة ميليشيات الحوثي، ولا شك أن تنفيذ اتفاق الرياض سيمكننا من تحقيق انتصارات جديدة ضد التمدد الإيراني".

وأكد "أن هذا الاتفاق يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والشراكة مع التحالف العربي بقيادة المملكة، وذلك لبناء المؤسسات وتثبيت الأمن والاستقرار في بلادنا، ورفع المعاناة عن شعبنا، وكبح ميليشيات الحوثي المدعومة من النظام الإيراني.
ومن جهته اكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أهمية "القضية الجنوبية"، واصفاً إياها بأنها "جوهر السلام والاستقرار في اليمن"، كما ثمّن جهود السعودية التي رعت لقاءات ساعدت على التوصل إلى اتفاق "يعزّز وحدة الصف الوطني في إطار اليمن الاتحادي الجديد"، على حد تعبيره .
بينما وصف وصف نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك، اتفاق الرياض بأنه "انتصار للجميع".
وكتب بن بريك على تويتر الثلاثاء: "اتفاق الرياض نصر لنا جميعاً، للتحالف العربي بقيادة السعودية، ولشعب الجنوب ومقاومته الباسلة الزكية النقية الصادقة، وللحكومة اليمنية"، مضيفاً أنه لم يخرج طرف مغلوباً، فـ"الجميع انتصر للمشروع العربي بحكمة السعودية وعضيدها الأكبر الإمارات".
- خطوة نحو حل الأزمة.
ورحبت أطراف عربية ودولية بـ"اتفاق الرياض"، وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب في تغريدة على موقع "تويتر"، إن "الاتفاق بداية جيدة جدا"، داعيا كافة الأطراف إلى العمل لبلوغ تسوية شاملة.
فيما اشاد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، بالاتفاق وقال "إن الاتفاق "يشكل خطوة نحو حل الأزمة"
وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي،  يوسف بن أحمد العثيمين، "أن هذا الاتفاق سيسهم في تعزيز أمن واستقرار اليمن والوقوف جبهة واحدة في مواجهة ميليشيات الحوثي"، مضيفا "أن هذه الاتفاقية تبشر ببداية مرحلة جديدة للتوصل إلى تسويات جذرية للأزمات التي يتعرض لها اليمن".
وينتظر أن تباشر الحكومة أعمالها من عدن خلال 7 أيام من الاتفاق، على أن تعمل الحكومة المشكلة بالمناصفة بين أبناء المحافظات الجنوبية والشمالية ممن لم يسبق لهم الانخراط في أعمال عنف، على تفعيل مؤسسات الدولة في المحافظات المحررة وصرف الرواتب، وتفعيل دور البنك المركزي بعدن وأجهزة مراقبة الفساد مع إعادة تشكيل المجلس الاقتصادي، بالإضافة إلى تعيين محافظين ومدراء أمنيين لعدن وأبين والضالع وبقية المحافظات المحررة.
ويتضمن الاتفاق في بنوده المتفق عليها التزام بحقوق المواطنة الكاملة ونبذ التمييز المذهبي والمناطقي في تعاملات الطرفين، ووقف الحملات الإعلامية المسيئة بينهما، إضافة إلى توحيد الجهود تحت قيادة التحالف لإنهاء انقلاب الحوثي ووضع مهمة مواجهة تنظيمي القاعدة وداعش ضمن أولويات الشرعية، إضافةً إلى مشاركة المجلس الانتقالي في وفد الحكومة في أي خطوة لمشاورات مستقبلية بخصوص الأزمة اليمنية.

ملف شائك لمجابهة الحوثي.
وفي الأحد 27 أكتوبر/تشرين الأول 2019، أعلنت السعودية رسميا عن إعادة تموضع قواتها في عدن، لتصبح تحت قيادة السعودية، بدلا عن الإمارات.
وقالت السعودية في بيان نشرته الوكالة الرسمية (واس): المجموعات المسلحة اليمنية الموالية للتحالف في مدينة عدن الجنوبية، ستكون تحت قيادة سعودية بعدما كانت تقودها الإمارات"، في إشارة للحزام الأمني وقوات المجلس الانتقالي الذي أنشأته الإمارات.
وأشار البيان الصادر عن الرياض بصفتها قائد التحالف: "تم إعادة تموضع قوات التحالف في عدن لتكون بقيادة المملكة وإعادة انتشارها وفق متطلبات العمليات الحالية".
في سياق مختلف فالمؤمل من خلال الجدية التي يلاحظ أن السعودية تتعامل بها مع هذا الملف الشائك، نظرا للتحديات الكبيرة التي باتت تواجهها، يتوقع أن الاتفاق سيكون بداية عهد جديد يتم من خلاله تدعيم أسس بناء وفرض وجود للشراكة بين حكومة هادي ومجلس الزبيدي الانتقالي فهي السبيل الوحيد لمحاربة ومجابهة الانقلاب الحوثي.