اخبار وتقارير

الأحد - 01 ديسمبر 2019 - الساعة 05:10 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت /خاص

تحل علينا الذكرى 52 لعيد استقلال الجنوب من المستعمر البريطاني - في يوم الـ30 نوفمبر عام 1967م رفع الأجداد المناضلون راية جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وهم يرددون (برع يا استعمار برع.. من أرض الأحرار برع)، لحظات مفصلية وهامة غيرت مجرى التاريخ الجنوبي في مسيرته النضالية حيث بزغ فجر الاستقلال في عدن، وأشرقت من خلاله شمس الحرية على مناطق الجنوب إيذانا ببدء مرحلة جديدة من الانعتاق وإنهاء التبعية للآخرين والتخلص من العبودية.

فالاستقلال هو غاية مقدسة تسعى لها كل شعوب العالم، وهذه الغاية تبرر كل الوسائل للحصول عليها، فالوطن غير المستقل يظل تابعا في قراراته وسياساته، ومسلوب الحرية، وعند حصول الشعب على الاستقلال يعني ذلك التحرر من الاحتلال ووضع حد لهيمنة الآخرين ونهاية عهد العبودية، وتسليم قيادة البلاد لأبناء الوطن، وينعم المواطن بثروات وطنه بدلا من استغلالها ونهبها من قبل المحتلين.

فيحق لاي شعب تعرض للاحتلال من قبل شعوب أخرى أن يحتفل في يوم تحريره، ويحق له أيضاً أن يجعل من ذلك اليوم عيدا وطنياً مجيدا ورمزا للحرية والسيادة الوطنية، ومن هذا المنطلق اعتادت الأمم في مختلف أرجاء المعمورة على إقامة الفعاليات في يوم استقلالهم الوطني، ويخصص هذا اليوم لإقامة الفعاليات والاحتفالات على المستوى الرسمي ويمنح الشعب إجازة رسمية وتهيئة أجواء وطنية كي يتسنى للمواطن أن يستحضر هذه المناسبة الخالدة ويتذكروا تضحيات أجدادهم وتاريخ أمجادهم العريق، كما يتم استعراض نتائج تلك التضحيات عبر استعراض المنجزات التي تحققت في مختلف المجالات.

لكن فرحة استقلال الجنوب من التواجد البريطاني لم تدم طويلا، فسرعان ما دخل الشعب في متاهة حرب التيارات وصراع الأفكار والانتماءات من العام (1970-1990م)، عشرين عاما لم نذق طعم الاستقلال الحقيقي، ولم نتمكن من الاستفادة من ثرواتنا وخيرات أرضنا..

وما لبثنا أن رأينا دولة قائمة على حدود جغرافية حتى تغير اتجاه البوصلة وبدت عليهم حمى الوحدة المسعورة، فهرول القادة الجنوبيون إلى أحضان العربية اليمنية، فكانت سقطة مدوية وموجعة، عدنا من خلالها إلى محتل أكثر تخلفا وأكثر إرهاباً، وأصبحنا بين ليلة وضحاها محتلين وأفرغ عيد الاسقلال الـ 30 من نوفمبر من مضمونه.

ومنذ ذلك الحين إلى يومنا تستمر سيناريوهات هدم جدار الهوية الجنوبية، ويستمرون أيضا باستباحة السيادة الوطنية، والمصيبة أن من يحتلك لا يعترف أنه محتل بل يدعي ملكيتك، فتغير مفهوم الاستقلال لدى الجنوبيين من استقلال في الأمور السياسية والاقتصادية وإدارة الدولة بكافة جوانبها وإقامة العلاقات الخارجية، فأصبح مفهوم التبعية وإعادة الفرع إلى الأصل هو المشهد السائد، والمواطن في بلاده لا يجد قطعة أرض يسكن فيها، بينما حيتان الفساد القادمة من الشمال تمتلك كيلو مترات مسورة يمنع الاقتراب حولها أو حتى التصوير.


على خطى اجداد اكتوبر ونوفمبر

ومنذ ذلك يخطي عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي على خطى اجداد اكتوبر ونوفمبر في تحرير الجنوب من احتلاله الثاني وكذلك من نقل قضية الجنوب من الفعل السلمي والعسكري الى أروقة الفعل السياسي الدولي، في تأكيد على تمسك الجنوب بخيار الاستقلال ورفض مشاريع التقسيم التي تنتوي حكومة رئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي فرضها على الجنوبيين بالقوة على غرار ما حاول الحوثيون فعله في مارس 2015م، حين اجتاحوا الجنوب بدعوى الدفاع عن الوحدة اليمنية.

وهي المرة الثانية التي يتعرض فيها الجنوب لاجتياح عسكري شمالي، بعد الأول الذي جاء نتيجة انقلاب صنعاء على مشروع اتفاق الوحدة السلمي الذي تم بين عدن وصنعاء.
السياسة الجنوبية هذه المرة تبدو الأذكى منذ الاستقلال الأول الذي حصل في الستينات، قبل ان ينجح قادة الحزب الاشتراكي الجنوبي في الدفع بالجنوب نحو وحدة هشة مع الشمال لم تدم الا لعامين قبل ان تنقلب عليها صنعاء بالحرب المصحوبة بفتوى تكفير شهيرة اجازت قتل الجنوبيين ونهب حقوقهم وثرواتهم بدعوى انهم ماركسيون. وعلى ما يبدو ان هناك توجه إقليمي ودولي لمنح الجنوب استقلاله، لكن الكثير من الأطراف الإقليمية لديها تحفظات من طبيعة نظام الحكم، لكن تلك الأطراف ترى ان الجنوب شريكا فاعلا في الحرب ضد ايران والتنظيمات الإرهابية.
ويرى مراقبون ان استقلال دولة الجنوب الثاني سيحدث ونحن نقترب منه، وهذا يخدم الجنوب والسلام في اليمن، ويخدم دول المنطقة والعالم.

ويؤكد المراقبون ان الاستقرار في المنطقة مرتبط بحماية الأمن القومي العربي والأمن والسلم الدوليين في باب المندب وعدن، وهذا بالتأكيد لن يكون إلا باستعادة استقلال دولة الجنوب".

وأضافوا نحن نرى أن يتم في الأيام القادمة إدارة الجنوب بإدارة جنوبية وطنية مؤقتة، لإعادة الاستقرار والأمن والخدمات، ومعالجة كل الآثار التي خلفتها حرب ميليشيات الحوثيين عام 2015 وملشيات الشرعية، والحرب الاقتصادية التي شنتها الحكومة اليمنية منذ خمس سنوات من تحرير الجنوب".

وقال رئيس دائرة العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في أوروبا، أحمد عمر بن فريد، أن المجلس يعمل لتحقيق الاستقلال الثاني في الجنوب.

وكتب بن فريد في "تويتر": "ساحة الشهداء في عدن اليوم تتزين بعلم الجنوب وأعلام التحالف العربي مع اقتراب يوم ٣٠ نوفمبر ..ذكرى الاستقلال المفقود".

مضيفا : سنعمل معًا من أجل تحقيق الاستقلال الثاني بعون الله ودعم الأشقاء وسينعم شعب الجنوب بالأمن والاستقرار والازدهار ضمن المشروع العربي الكبير بقيادة المملكة والإمارات.


حفل فني بعدن

شدد مساعد الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس فضل الجعدي، خلال اجتماع الأمانة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، على التأكد من جاهزية تحضيرات الاحتفال بالذكرى 52 للاستقلال المجيد، في 30 نوفمبر الجاري، ودعا إلى بذل الجهود لإنجاحها باعتبارها مناسبة وطنية.

واستعرضت دوائر الأمانة العامة، خلال الاجتماع، تقاريرها حول استعداداتها لإحياء الذكرى 52 لعيد الاستقلال الوطني،  والتحضيرات المتعلقة بالمشاركة في الفعالية.

وناقش الاجتماع تقرير الدائرة السياسية، حول التحديات أمام تنفيذ اتفاق الرياض، والمقترحات ذات العلاقة للتعامل مع هذه التحديات.

وبحث المشاركون تقرير الدائرة الإعلامية، حول توجهات الدائرة ومنهجية عملها وارتباطها بوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية.

ويرعى الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي،والقيادة المحلية للمجلس بالعاصمة عدن، حفل واوبريت فني استعراضي " إرادة شعب "، احتفاءً بالذكرى الـ 52 لعيد الاستقلال الوطني " 30 نوفمبر " المجيد.

ويتضمن الأوبريت الغنائي الاستعراضي، عدداً من اللوحات الفنية الجميلة التي تجسد إرادة شعب الجنوب وتحاكي مراحل ثورته مروراً بالانتصار العسكري والسياسي العظيم على مليشيات الغزو الحوثعفاشي الهمجي وحتى تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي .

ويشارك في فقرات أوبريت " إرادة شعب" ، نخبة من الفنانين الجنوبيين المخضرمين وفناني فرقة الفنون الشعبية والإنشاد وكورال من الأطفال، حيث أعد فكرته ولحنه الأستاذ القدير الفنان رامي نبيه.

وأهاب انتقالي العاصمة عدن بجميع أعضاء قيادة المجلس بالعاصمة والمديريات وكذا القيادات الأمنية والعسكرية والشخصيات الاجتماعية والسياسية والثقافية والإعلامية، المشاركة في حضور هذه الاحتفالية الوطنية التي ستنطلق عند الساعة التاسعة من صباح غد الخميس في قاعة ليلتي بمديرية المعلا.