تحليلات سياسية

الثلاثاء - 02 يونيو 2020 - الساعة 11:57 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت / خاص .


تشهد العاصمة عدن والمحافظات المجاورة لها، ظروف صحية صعبة بعد انتشار كورونا فضلاً عن الأوبئة الأخرى التي أودت بحياة الآلاف خلال السنوات الماضية.

غير أن الوقت الذي تجتاح فيه الأوبئة أهالي مدينة عدن يأتي في ظل احتقان سياسي وعسكري بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية، وبالتزامن مع إعلان المجلس الانتقالي الإدارة الذاتية في الجنوب، الأمر الذي سهّل على أطراف سياسية الاستثمار في ملف الأوبئة لضرب المجلس الانتقالي الجنوبي، واجتياح عدن من قبل الإخوان تحت يافطة ملف الخدمات.

وبرغم الجهود المبذولة من قبل قيادة المجلس الانتقالي لمواجهة الأوبئة إلا أن الجائحة أكبر من قدرات الجميع، وظلت دولاً كبرى وعظمى عاجزة أمام شبح كورونا الذي فتك بالملايين.

من هنا تقول قيادة المجلس الانتقالي بأن الملفات الخدمية في مدينة عدن لا تحتاج إلى عصا سحرية، وإنما إلى مصفوفة متكاملة وفق خطة مزمنة للخروج من الأزمة الحالية وخصوصا في قطاعي الصحة والكهرباء.

وبحسب تصريحات نائب مدير الدائرة الإعلامية في المجلس، منصور صالح، في برنامج على قناة الجزيرة، فإن المجلس ورث تركة كبيرة سواءً فيما يتعلق بالفساد الذي يضرب أروقة المؤسسات، أو من خلال تهالك منظومة القطاع العام، ولفت منصور إلى أن المجلس الانتقالي يحاول اصلاح تلك القطاعات بمجهود ذاتي .

وبرأي محللين فإن الوضع في عدن خصوصاً ملف الكهرباء لا يكاد يمر صيف بدون انقطاع متكرر وذلك بسبب عجز الطاقة التشغيلية في فصل الصيف، ووفق استراتيجية المجلس الانتقالي فإن مشكلة الكهرباء في طريقها إلى الحل ولكن قد تأخذ وقت أطول.

ويرى محللون بأن محاولة خصوم المجلس الانتقالي الاستفادة من تردي الخدمات لضرب مشروع الجنوب ستبوء بالفشل خصوصاً والشعب في الجنوب يفرق بين التظاهر من أجل إصلاح ملفات الخدمات، وبين المشاريع السياسية التي لا تقبل المساومة.

في موازاة ذلك تعامل المجلس الانتقالي الجنوبي مع المتظاهرين بمرونة برغم حالة الطوارئ المفروضة، بل وحمى التظاهرات وذلك من أجل توجيه الضغط الشعبي بتجاه المطالب المحقة التي تتعلق بملفات الفساد التي مارستها شخصيات مسؤولة مدعومة من الشرعية في مؤسسات الدولة بعدن.

من هنا يبدو المجلس الانتقالي الجنوبي، قد أفشل مشروع خصوم الانتقالي الهادف إلى تأليب الشارع ضد الإدارة الذاتية بالتزامن مع خوض معارك عسكرية لاجتياح أبين من قبل حزب الإصلاح، وذلك من أجل احتلال عدن، غير أن الالتفاف الشعبي والعسكري خلف القيادة السياسية الجنوبية حقق نتائج على الأرض وأحرج خصوم الانتقالي الذين استنفذوا كل أوراقهم في وجه الانتقالي دون نتيجة.