آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

تحقيقات وحوارات


الجفري لتحديث نت " شعب الجنوب لم يعد يقبل وجود اي قوات غير جنوبية "

الجفري  لتحديث نت " شعب الجنوب لم يعد يقبل وجود اي قوات غير جنوبية "

السبت - 27 يناير 2018 - 01:27 ص بتوقيت عدن

- تحديث نت/ خاص

الجفري في حوار صريح (لتحديث نت) تحدث فيه عن مجمل الأحداث في اليمن وتطورات الأوضاع في الجنوب ، وأوضح عمل حزب الرابطة مع سفراء دول، وشرح القضية الوطنية الجنوبية .

•(الجفري) "طارق محمد عبدالله يشكل قلقاً للشرعية التي تصارع منذ 3 اعوام دفاعاً عن تبة او لأستعادة تبة".

•"شعب الجنوب لم يعد يقبل وجود قوات غير جنوبية لا تابعة للشرعية ولا لطارق محمد عبدالله صالح".

•"ان الإساءة لأي دولة من دول التحالف هي إساءة للجنوب وشعبة وقضيته".


حاورة/ وائل شعيفان




● ماهو تعليقكم على الوديعة السعودية وزيارة السفير السعودي إلى عدن؟!


■ السؤال ذو شقين، الأول عن الوديعة السعودية، والثاني عن ما أسميته زيارة السفير السعودي إلى عدن،
بالنسبة للشق الأول والخاص بوديعة البليوني دولار التي أودعتها المملكة العربية السعودية لدى البنك المركزي في عدن، فهي ليست الأولى ،فقد سبق وأودعت المملكة بليون دولار ،وتقول الحكومة اليمنية أن الإنقلابيين بصنعاء قد بددوا منها ثلاثمائة مليون دولار وبقيت 700 مليون دولار.
والوديعة لا يجب التصرف فيها أو الصرف منها مادامت وديعة، وهي تساعد في دعم العملة المحلية، كما أنه يمكن إيداعها لدى بنك أو بنوك عالمية بفائدة، هذه الفائدة تأخذها الحكومة اليمنية وتستخدمها دون مقابل لصاحب الوديعة(المملكة).
لذلك فوجود الوديعة يساهم نسبياً في دعم العملة المحلية وفوائدها تستخدمها الحكومة، وهي خطوة من المملكة العربية السعودية المقصود منها التخفيف من معاناة الناس لو لم يكن هناك فساد في مفاصل السلطة.

بالنسبة للشق الثاني، فسعادة السفير السعودي ليس زائراً في عدن بل هو مقر عمله كسفير، وهو كان من أواخر الدبلوماسيين الذين غادروا عدن يوم غزو عدن من الإنقلابيين، ولا يُستبعد أن لوصوله مباشرة بعد إعلان الوديعة علاقة بهذا الأمر ربما للتأكد من ذهاب مردود الوديعة في مصارفها الصحيحة لتؤدي الغرض الذي تم تقديمها من أجله وهو التخفيف ولو قليلاً من معاناة الناس.

كما أن سعادة السفير ذو خلفية عسكرية، وكان ملحقاً عسكرياً في صنعاء، وذو اطلاع واسع على ما يجري سواء سياسياً أو عسكرياً أو اقتصادياً أو ثقافياً، وسيكون لتقييمه لما يجري وبصورة خاصة في الساحل الغربي أهمية وأيضاً سيطلع من قيادة التحالف العربي هناك على ما يجري بدقة أكثر.



● هل هناك تغير في  المشهد اليمني  بعد مقتل عفاش وظهور ابن أخيه طارق؟!




■ بعد تلك الأحداث لا شك أن هناك تغييرات في المشهد اليمني وفي المشهد الجنوبي العربي، وإضعاف لموقف الانقلابيين الحوثيين وإيران، كما أن ما حدث أظهر ضعف قوات الشرعية في اليمن الشقيق، فلم تستطع الاستفادة من تلك الأحداث ميدانياً، كما كشفت تلك الأحداث عن قدرة الحوثيين على اختراق ليس فقط قوات الحرس الجمهوري بل حتى الحراسات الخاصة بعلي عبدالله صالح، فلقد إنهار كل ما حوله في أقل من 48 ساعة. وأصبح الأمر عسكرياً مريحاً أكثر للانقلابيين فقط من حيث أنه لم تعد في صفوفهم قوة عسكرية يرتابون فيها.

ما يتعلق بطارق محمد عبدالله صالح، أصبح يشكل قلقاً لقوات الشرعية التي لازالت تصارع، على مدى حوالي ثلاثة أعوام، دفاعاً عن تبة أو لإستعادة تبة فقدتها، فلم تستطع الشرعية التعرض له في مأرب فاستغلت نفور شعبنا في الجنوب العربي ومقاومته الباسلة من كل من شنوا حربهم علينا في عام 2015م وساهموا في قتل أبنائنا وتدمير مدن الجنوب العربي، وينسى الإخوة في الشرعية، عسكريين وأحزاباً، أنهم قد مارسوا ضد الجنوب العربي وشعبه طوال ما يقرب من ربع قرن كل أنواع القتل والتدمير للإنسان والمنشآت والاضطهاد والتهميش والنهب والتسريح من العمل ،وأنهم كانوا في نفس الخندق مع طارق وعمه وكل علمائهم ومنظريهم، وأن شعب الجنوب العربي لم يعد يقبل وجود قوات غير جنوبية على أرضه لا تابعة للشرعية ولا لطارق محمد عبدالله، وأنه حيث توجد مثل تلك القوات يوجد الخراب والإرهاب، والمثل الذي لازال قائماً هو حضرموت الداخل التي تعبث فيها المنظمات الارهابية بجوار معسكرات ونقاط الجيش اليمني.




●وهل ذلك مؤثر على القضية الوطنية الجنوبية لا سيما أن هناك تسريبات  تقول أن طارق في الجنوب؟!



■ كل ما ذكرته آنفاً يثير قلقاً جنوبياً ويثير خلافات ، لكن في نظري فإن قضية الجنوب العربي أكبر منهم جميعاً وهم لا يملكون غير إثارة البلبلات والفتن بينما هم عاجزون عن تحرير محافظة واحدة كاملة في اليمن الشقيق، ورغم هذا يتأثر بهم قلة من إخواننا الجنوبيين الذين لازالوا ينظرون إليهم كأرباب نعمتهم ولا يدركون أن هؤلاء يواجهون محنة شديدة في مناطقهم اليمنية بل في قراهم، ولا يملكون لهم نفعاً ولا ضراً، ولا يلاحظون أن من يتبعونهم لم يستطيعوا تحرير منطقة من مناطقهم أو قرية من قراهم وأن الذين حرروا مناطقهم هم قبائل الجزء المحرر من مأرب أو من تعز، وبالذات الساحل الغربي الذي شاركت المقاومة الجنوبية مع قوات التحالف العربي  بدور رئيسي في تحريره، أو من البيضاء أو من الجوف أو من نهم وهي مناطق لا يوجد أحد فيها من مراكز القوى تلك التي لازال قلة قليلة من إخواننا الجنوبيين معلقين بهم وينظرون لهم كقادتهم، ولو يسألوا عنهم الرئيس عبدربه منصور هادي فإني لا أشك أنه قد عرفهم وخبرهم.
خلاصة القول في هذا الأمر أنني لا أرى منهم خطراً غير الإرهاب الذي تربى في كنفهم واستخدام من لازال معلقاً بهم من قلة في قومنا لإثارة الفتن بين الجنوبيين، سواء أكانوا أفراداً ألفوا خدمتهم أو بعض المنتمين لأحزاب يمنية لازالوا معلقين بالوهم، ويقسمون الأدوار مع كل الفرقاء يمنياً وجنوبياً.




●يعيش الجنوب اليوم اسوأ مرحلة من
المؤامرات والفساد ومن حيث التشتت الجنوبي حتى رغم ظهور المجلس الانتقالي الجنوبي، وسياسياً يرى الكثير أن ليس هناك أي تقدم سياسي للجنوب للخروج من هذه المرحلة، برأيكم هل هناك مخرج قريب يخرج الجنوب إلى بر الأمان؟!




■شعبنا الجنوبي العربي يعيش معاناة في كل شيء، معيشياً وخدماتياً وأحياناً أمنياً مع بطالة وتأخر مرتبات وفساد في كل مفاصل السلطة، موروث ومستحدث، وزيادة على ذلك حيرة وقلق تغذيه مطابخ إعلامية تنتمي وتُموَّل ممن ذكرنا آنفاً، وجزء منه إعلام يضخه الطيبون من منطلق الحرص وأحياناً كثيرة ينقصه الدقة في المعلومة أو التحليل والتسرع في إصدار الأحكام وفي نقل الخبر دون تحقق من صحته، كل هذا علاوة على طبيعة المرحلة التي قد يكتنفها شيء من الغموض أو صعوبة قراءة معطياتها، كل هذا يحدث ربكة وربما أحياناً خوفاً من القادم، ورغم كل ذلك وكل المعاناة والعذاب فإن الجنوب لن يطول كثيراً عذابه ومعاناة شعبه الذي تحمّل ويتحمّل ما لم يكن في الحسبان، ورغم صورة الشتات على السطح إلا أن التجارب قد علمتنا أن لا منتصر في أي صراع جنوبي جنوبي ،وأن الإختلاف في الرأي لا يجب أن يتحول إلى خصومة وأن شعبنا لن يغفر لمن يتخذ هذا الطريق مسلكاً له، وأي قراءة سياسية واعية ستثبت أن الجنوب العربي، بإذن الله، قادم كدولة وأمن واستقرار وتنمية. إن موقع الجنوب العربي الاستراتيجي الهام يفرض عليه وعلى جواره الاقليمي بل والعالم أن يتحقق فيه الأمن والاستقرار والتنمية، فهو أحد أهم مفاتيح الأمن والاستقرار في المنطقة.



●مؤخراً ظهرت لكم  لقاءات بعدة سفراء أجانب، ما طبيعة تلك اللقاءات وهل هناك تقدم في القضية الجنوبية على مستوى الخارج؟!



■اللقاءات مع السفراء أو غيرهم لم تتوقف ولن تتوقف بإذن الله، وهدفها دائماً شرح قضية الجنوب العربي ومعاناة شعبه، ولا شك أنها تحقق غرضها.
العمل السياسي وخدمة القضايا الوطنية كل ذلك عمل تراكمي كأي بناء لا يتم بين عشية وضحاها وكالزرع أو غرس الأشجار لا بد تتعهده بالسماد والماء حتى ينمو ويثمر، وكحبوب الطعام وقطرات المطر ،حبة فوق حبة وكالت وقطرة فوق قطرة وسالت، وأشعر أن الناتج ثمر ومطر خير بإذن الله.
وكل القوى الوطنية الجنوبية وقياداتها، المؤمنة بقضية شعبنا واستقلاله وبناء دولته، تقوم بجهودها في هذا الاتجاه.
ونتوقع من المجلس الانتقالي في إطار وثائقه و"إعلان عدن" أن يستمر في تطوير أدائه وتتواصل جهود الجميع.



●ماهو رأيكم بمخرجات اجتماع قيادة قوات المقاومة الجنوبية؟!



■لا علم لي بخلفيات مخرجات اجتماع قيادات قوات المقاومة الجنوبية ولا بآليات تنفيذها ، ولا احب ان اعلق على شيء ما لم اعرف ،والبيانات والقرارات التي تصدر عن اجتماع كهذا تكون عادة جاهزة ومتفق عليها مسبقا بين الذين سيحضرون الإجتماع.
كما ان اي قرارات لابد ان تكون لها آليات قادرة على تنفيذها بأقل قدر من الكلفة على شعبنا وقضيته، فقضيتنا قضية وطنية تتعلق بمصير ومستقبل وطن ، هدفا وهوية ، وليست قضية سياسية أو إدارية كقضية إسقاط حكومة، وبالتالي فإن آليات وأدوات وأساليب تحقيق أهداف القضية الوطنية تختلف في كل شيئ عن تلك الآليات والأدوات والأساليب لإسقاط حكومة أو غير ذلك من الأهداف في إطار الدولة الواحدة. وأنا بهذا لا أقصد عدم العمل لرفع المعاناة والفساد عن شعبنا في الجنوب العربي وعن إخواننا شعب اليمن الشقيق ، فتلك من الأولويات الهامة، لكن ما أقصده عدم الخلط في آليات وأساليب وادوت النضال للقضايا المختلفة في طبيعتها وأهدافها ومآلاتها، فهذا قد يشكل مخاطر وخلط غير متجانس بين قضيتين فيضعفهما، وأظن ان الإخوة الذين أعلنوا هذه المخرجات يدركون ذلك.



● أخيراً
● ما الرسالة التي تود أن توجهها إلى شعب الجنوب في هذه المرحلة؟



■تحية اعتزاز وافتخار بالانتماء لشعب الجنوب العربي، هذا الشعب الذي أصبح أسطورة في النضال والتضحية والصبر والفداء، فالملاحم التي قدمها في المقاومة ولازال يقدمها تستحق أن يتم تسجيلها بأحرف من نور، ودور المرأة والشباب، سلماً وحرباً، يستحق أن نفخر به.
وستنتهي الأزمات القائمة وتصبح ذكرياتها المؤلمة والقدرة على تجاوزها مجال اعتزاز، وعبرة نبني على أساسها بناءً راسخاً يمنع تكرارها ونعيش في جنوب عربي ملك لكل أبنائه ويتسع لكل أهله وتتسع قلوبهم جميعاً لبعضهم بعضاً.
جنوب عربي نستحقه لا نسحقه وننسحق معه.
وكلمة لا بد أن أقولها، فليست لي أي مصلحة ذاتية من أي جهة كانت، ولذلك أقولها وفاءً ولمصلحة بلدي الجنوب العربي، إن الإساءة لأي دولة من دول التحالف العربي هي إساءة للجنوب وشعبه وقضيته، ولا أقول أن أحداً منهم لا يخطئ فالعصمة للأنبياء فقط، لكن دماءهم اختلطت بدمائنا في كل الجبهات، ونقول أن الانتصار الوحيد الذي حققوه بتحرير محافظات كاملة كان في الجنوب العربي وببطولات المقاومة الجنوبية، لكن أيضاً نقول للإنصاف أنهم قاتلوا معنا وقدموا شهداءً ولولا دعمهم لما حققنا تلك الانتصارات.
كانوا ولازالوا أيضاً يدافعون عن المنطقة كلها ضد التدخل الايراني عبر أتباعه، لكن أيضاً كان هذا ولازال خطراً علينا، لذلك فخصمنا مشترك وقضيتنا واحدة، كذلك قدموا، ولازالوا يقدموا الكثير من الدعم في كثير من المجالات.
أما موضوع قضية الجنوب العربي فلم يعلن منهم أحد أنه ضدها، ولم يعلن أنه معها، فلا نطلب قول ما لا يمكن قوله، وسنتمسك بقضيتنا ونحقق أهداف شعبنا وسيقف الجميع في العالم والإقليم معنا لأنها قضية حق وفقاً لكل المواثيق والقوانين الدولية وأيضاً مصالح الجميع تقتضي ذلك.

واوجه رسالة إلى جميع الأطراف وبصورة خاصة للقوى الوطنية في الجنوب العربي ، وللإخوة في الشرعية:-

استقلال الجنوب العربي وبناء دولته الفيدرالية الجديدة أصبح أمراً حتميا بكل المعايير، وأي خطأ في الحسابات من أي طرف سيكون كارثيا ، وبصورة أكبر على من يخطئ !.