الدكتور بليغ يكتب

الجمعة - 13 يوليه 2018 - الساعة 11:08 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/خاص


توقفت عن الكتابة الفترة الماضية , رغبة في مراجعة ما مضى من أحداث في الفترة الممتدة منذ 2007 م وحتى الان .
وهي ليست بالفترة القصيرة , فقد تجاوزت العقد الآن , ورغم لوم الكثيرين لي ,سواء من الأحبة أو من غير الأحبة, إلا أنني اجتهدت و راجعت خلال هذه المدة على قدر المستطاع وضمن اجتهاد متواضع بالطبع , التغييرات السياسية والاقتصادية التي شهدتها الكرة الأرضية بشكل عام , والتي شهدها العالمان الإسلامي والعربي بشكل خاص , والتي شهدها وطني الجنوب (اليمن الجنوبي ) بشكل اخص .
في هذا المراجعة لم اكتف بالعناوين العريضة هنا وهناك في سائر الدول , وإنما تعمقت قليلا في ردود أفعال سلطة الحكم والمعارضة وكذا الجماهير ورأيها في بعض الدول , وكان هدفي أن أرى قدر المستطاع, من خلال مراجعة تجربة هذه الدول وسلطتها ومعارضتها وجماهيريها ,أسباب التقدم والتأخر وعواملهما , بما يمكنني من أن أقدم شيئا من الحلول أو النصائح للشعب الجنوبي أولا , ولأمتي ثانيا .
ولعل البعض قد يستاء من ترتيبي وجعلي للجنوب أولا, ومقدما على الأمة, ولكني اطلب من الأحبة هؤلاء أن يتريثوا قليلا, ويسمعوا حجتي , إن طبيعة النظم السياسية والاقتصادية والعسكرية والفكرية والثقافية التي تفرض أثرها المباشر على واقعنا المعاصر اليوم , والتي تستند على المصالح الإستراتيجية الكبرى للكبار الأقوياء الذين يحكمون هذا العالم في هذا الزمان , ولا تعترف بالقيم والأخلاق الإنسانية السامية إلا فيما ندر سترا لعورتها و غلاف تخدع به باقي البشر , وفي ظل غياب النظام الإسلامي الذي يكفل إقامة العدل في هذه الأرض وإرجاع الحقوق إلى أهلها , ليس للمسلمين فقط , وإنما لكل إنسان يعيش في دار الإسلام أيا كان دينه أو مذهبه أو لونه أو عرقه , واعني بذلك نظام الخلافة , وشيوع الدول القطرية ملكية كانت أو جمهورية , وفي ظل تغييب متعمد لأصوات العقل والحكمة وذوي الفهم السليم في مجتمعاتنا عبر أجهزة الإعلام, كل هذا جعلنا أمام معضلة كبرى في كيفية إيجاد الطريقة الأفضل والحل الأمثل للتعامل مع جميع التحديات والمعوقات التي تواجهها مجتمعاتنا , سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية أو فكرية .
فأصبح مفهوم الأمة وما يفرضه الاقتناع به والامتثال له من تبعات سياسية واقتصادية واجتماعية وفكرية وثقافية , ضربا من ضروب الوهم والخيال الذي يتناقض مباشرة مع واقعنا اليوم .
وبالتالي فانه بحسب وجهة نظري على الأقل , يجب أن نعود إلى الأصل البشري الذي حدده الخالق عزوجل بقوله (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ) 13 الحجرات, أن نعود إلى التجمعات البشرية الكبرى التي تجمعها مصالح إستراتيجية مشتركة في غاية التعقيد بحيث يصعب فصلها , ويجمعها مصير ومستقبل واحد مهما اختلفت وجهات النظر فيها , تلك التجمعات البشرية التي تمثل القبيلة وحدتها البنيوية الأولى , لتتجمع وتتصاهر وتتجانس مع الآخرين لتكون شعوبا .
وان في ذلك فوائد كثيرة , ولنجاحها أيضا شواهد كثيرة .
وسنسرد الفوائد والشواهد في الجزء القادم إن شاء الله .
همسة في أذن عبدربه منصور هادي (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ) 17 الأنفال
همسة في أذن عيدروس قاسم الزبيدي ( لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ) 38 الرعد
همسة في أذن المجلس الانتقالي ( أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) 105 الأنبياء
همسة في أذن التحالف (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) 227 الشعراء
همسة في أذن المقاومة الجنوبية (وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) 186 الأعراف
همسة في أذن مارتن خريفيث (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ)64 آل عمران
د.بليغ اليزيدي
الخميس
5 يوليو 2018 م