عرض الصحف

السبت - 09 فبراير 2019 - الساعة 08:47 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/العرب:

أصبحت اتفاقات السويد بين الفرقاء اليمنيين، أقرب إلى الانهيار، بعد فشل أولى الاجتماعات التي ترأسها الرئيس الجديد للجنة إعادة الانتشار في الحديدة الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد على ظهر سفينة راسية قبالة ساحل المدينة.

وبذلك يكون المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث قد فشل في إحداث أي خرق باتجاه تنفيذ أي من الاتفاقات، سواء ما تعلّق منها بإعادة الانتشار في الحديدة، أو بتبادل الأسرى، ليبقى أمله الوحيد معلقا على صمود الهدنة القائمة إلى حدّ الآن، والتي يُعزى نجاحها لسياسة ضبط النفس التي يسلكها تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والقوى التي يدعمها على الأرض من جيش وطني وقوات مقاومة.

وانتهت اجتماعات لجنة إعادة الانتشار في الحديدة التي يقودها لوليسغارد، الجمعة، دون التوصل إلى خطوات عملية لتنفيذ اتفاقات ستوكهولم.

وعزت مصادر مطّلعة على الاجتماعات، فشلها إلى تشدّد الحوثيين وتمسّكهم بتفسيرهم الخاص لإعادة الانتشار والذي يعني في المجمل الإبقاء على سيطرتهم على الحديدة وموانئها.

وقال وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، الجمعة، إن اتفاق ستوكهولم فرصة عظيمة لإنهاء الحرب في اليمن، مستدركا بأن “الحوثيين يقوضون تلك المساعي بتعنّتهم وعدم التزامهم بما ينص عليه الاتفاق”.

وأضاف في تغريدات عبر تويتر “اتفاق ستوكهولم يتيح فرصة فريدة لإنهاء الحرب في اليمن، ومع هذا يبذل الحوثيون قصارى جهدهم لتقويض هذه الفرصة من خلال تجاهلهم المتعنت لالتزاماتهم”، مؤكّدا أنّ “من المهم أن يدعم المجتمع الدولي اتفاق ستوكهولم في هذه المرحلة، وكيفية المضي قدما لتنفيذ انسحاب الحوثيين من الموانئ ومدينة الحديدة”، مشيرا إلى أن “الميليشيا تماطل وتهدد الآفاق العامة للسلام”.

وتحدّثت المصادر عن مغادرة المجتمعين على ظهر السفينة، الجمعة، دون تحديد موعد آخر لاستئناف الاجتماعات، ما مثّل إنذارا جديا بشأن انهيار مسار السويد.

وجاء ذلك بعد إعلان الأمم المتحدة، الخميس، عن التوصل إلى اتفاق مبدئي بين الحكومة الشرعية والمتمرّدين الحوثيين على بدء إعادة الانتشار في الحديدة، بحسب بيان صادر عن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك.

لكن الإعلان جاء غامضا ومن دون تفاصيل وأقرب إلى روح التفاؤل التي يحاول المبعوث الأممي إشاعتها دون سند على أرض الواقع.

ومع تعطّل جهود تنفيذ إعادة الانتشار، برزت مجدّدا الأوضاع الإنسانية الهشّة في الحديدة، وهي التي كانت في الأصل من دوافع وقف الحملة العسكرية التي كانت على وشك حسم ملف الحديدة عسكريا لمصلحة الشرعية والتحالف الذي يدعمها.

وأعربت الأمم المتحدة في وقت سابق عن القلق إزاء رفض الحوثيين تمكين موظفي المنظمة الدولية من الوصول إلى مطاحن الحبوب التي تقع في الحديدة والتي تؤدّي دورا رئيسيا في تأمين حدّ أدنى من الغذاء للآلاف من اليمنيين.

وقال الوزير قرقاش في تغريداته إنّ “بيان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بشأن منع الحوثيين الدخول لمطاحن البحر الأحمر هام، ومن الواضح بعد اتفاق ستوكهولم أن الحوثيين هم العقبة الحقيقية أمام السلام في اليمن، وسيتضح هذا أكثر مع كل خطوة لهم لعرقلة العملية السياسية”. وفي ذات السياق دعا وزير الإدارة المحلية اليمني عبدالرقيب فتح، الأمم المتحدة إلى فتح مخازن برنامج الغذاء العالمي في الحديدة بصورة عاجلة، متهما الحوثيين بمنع الوصول إليها.

وبحسب وكالة سبأ الحكومية، طالب الوزير وكيل الأمين العام للأمم المتحدة منسق الإغاثة الطارئة مارك لوكوك، ومجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات جادة ومواقف حازمة ضد الحوثيين الذين يمنعون الوصول إلى تلك المخازن منذ نحو 5 أشهر.

ويشير الوزير بالمخازن إلى مطاحن الحبوب الواقعة جنوب الحديدة على خطوط التماس بين الحوثيين والقوات الحكومية والتي تسيطر عليها الأخيرة، وتستخدمها الأمم المتحدة منذ بدء الحرب لطحن القمح المقدم كمساعدات لليمنيين.‎ وشدد فتح وهو رئيس اللجنة العليا للإغاثة باليمن، على ضرورة البحث عن وسائل وآليات ضامنة لسرعة الوصول إلى تلك المخازن قبل تلف المساعدات والاستفادة منها في إغاثة المستحقين في عدد من المحافظات.

واتهم الوزير الحوثيين بقصف وإحراق مطاحن حبوب البحر الأحمر قبل أشهر، وإتلاف العشرات من الأطنان من مخزون برنامج الأغذية.
واعتبر حرمان الشعب اليمني من المساعدات الإغاثية، بأنها “أعمال إرهابية، وجرائم تخالف كل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية”.

وتبدو الأمم المتحدة متحفّظة في إدانة الحوثيين بشكل صريح على تعطيلهم جهود السلام، وتحميلهم مسؤولية تردّي الأوضاع الإنسانية في اليمن. ويطال النقد بهذا الخصوص المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث الذي يبدو مبالغا في المرونة إزاء الحوثيين، حتى أنّ أوساطا يمنية تعزو تغيير رئيس لجنة الانتشار الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، بالجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد إلى اعتراض الحوثيين على كاميرت، لكنّ بوادر الفشل التي لاحت بسرعة في طريق لوليسغارد تؤكّد أنّ الأمر لا يتعلّق بأشخاص، لكن بخيار حوثي ثابت على المماطلة والتهرب من الاتفاقات.