تحليلات سياسية

السبت - 16 فبراير 2019 - الساعة 08:10 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت / خاص .

يبدو أن قوات النخبة المهرية قطعت الطريق على القوى اليمنية المرتبطة بالدوحة وطهران ومسقط، تلك القوى سعت إلى جعل مدينة المهرة همزة وصل وجسر عبور بينها وبين الحوثيين، غير أن المفاجأة جاءت من قبل القوات الجنوبية المتمثلة بالنخبة المهرية وعددها يقارب 5 ألآف مقاتل من أبناء المدينة، في مهمة تأمين المدينة وربطها عسكرياً وأمنياً بالمدن الجنوبية الأخرى، إضافة إلى مكافحة التهريب والمخدرات والإرهاب.




نخبة المهرة ضمانة للجنوب

تمكنت القوات الجنوبية في عدن وأبين ولحج وشبوة وحضرموت من تحقيق إنجازات هامة واستراتيجية فيما يتعلق بملف الإرهاب وتأمين الملاحة الدولية، غير أن بقاء المهرة خارج التشكيلات العسكرية الجنوبية، جعل منها محطة ترانزيت لحزب الإصلاح، والقوى المرتبطة بطهران والدوحة وإسطنبول، الأمر الذي يهدد أمن الجنوب بسبب استخدام المهرة كمحطة تموين للتشكيلات العسكرية، سواءً كانت مرتبطة بالإصلاح أو بالحوثيين.

وبرأي مراقبين لا يوجد تفسير لدعم التظاهرات في المهرة التي تطالب بتسليم منفذي صرفيت وشحن مع سلطنة عمان، لقوات تابعة لعلي محسن الأحمر، وبقاء ميناء نشطون معطل، إلا لأهداف التهريب عبر سواحل المرحلة المتتدة بطول 560 كيلو، وعبر المنافذ البرية، ولاتقتصر عمليات التهريب على السلاح فقط، وعبر تلك المنافذ تتدفق الأموال والوقود والتكنولوجيا والمخدرات.

وأصبحت مدينة المهرة محل أطماع تلك الأطراف، وتشكيل قوات النخبة المهرية قطع الطريق على تلك القوى وأعطى ضمانة حقيقية للجنوب بعد تأمين بوابته الشرقية.



المعركة في الجنوب

وبرأي محللين فإن القوى اليمنية تهدف إلى نقل المعركة إلى الجنوب، وباتت مصالحها مهددة سواء فيما يتعلق بنهب الثروات في حضرموت وشبوة، أو قطع نفوذها الذي كان يتحكم بمفاصل القرار في المؤسسات الإيرادية الجنوبية، وهو ما أكده رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي في كلمته في افتتاح الجمعية الوطنية في المكلا من أن « فجماعة الاخوان لا تؤمن بهزيمة الحوثي ولا يزالوا مصرين على أن معركتهم في عدن وحقول نفط بيحان والعقلة ووادي حضرموت ومنفذ الوديعة» لافتاً إلى أن « ودول التحالف العربي باتت تُدرك ذلك جيداً فلا يمكن لأهداف الرياض ان تكون مقبوله ومنفذه لدى من يمثل طهران وأسطنبول والدوحة».

في موازة ذلك بدا تحالف طهران والدوحة وأنقرة ومسقط، يتشكل في اليمن لمواجهة دور التحالف في الجنوب، وما شهدته شبوة والمهرة وأبين من اجتاعات قبلية ما هو إلا خطوة أولى في طريق جبهة مشتركة لإسقاط الجنوب والعودة إلى مربع ما قبل عاصفة الحزم.

ويحمل تشكيل النخبة المهرية، أبعاداً سياسية وعسكرية لمصلحة الجنوب، لمواجهة الأطماع الإقليمية، ومثل ما نجحت قوات الحزام الأمني ونخب حضرموت وشبوة في مكافحة الإرهاب وتأمين الممرات والمنافذ الاستراتيجة بدعم من الإمارات، جاءت نخبة المهرة لتعطي ضمانة للجنوب والمجتمعين الإقليمي والدولي في ملف التهريب وغسيل الأموال عبر مساحات المهرة مترامية الأطراف.