تحليلات سياسية

الثلاثاء - 19 فبراير 2019 - الساعة 08:17 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت / خاص .

تبدو التطورات الأخيرة المتعلقة بتمدد القوات الجنوبية في وادي حضرموت والمهرة وسقطرى، ضربة موجعه لحزب الإصلاح، والذي باتت قواته في الجنوب على وشك الرحيل بحسب التسريبات التي تحدثت عن ضغوط مارستها دولاً عدّة على الشرعية من أجل خروج الألوية العسكرية التابعة لعلي محسن الأحمر، من وادي حضرموت إلى مدينة مأرب، تلك التحولات جاءت بالتزامن مع مؤتمر المكلا للجمعية الوطنية التابعة للمجلس الانتقالي، وأيضاً مع انتشار قوات النخبة المهرية في مديريات المهرة، ودراسة إمكانية تشكيل نخبة في مدينة سقطرى، تلك التحركات جعلت من كل مدن الجنوب تحت سيطرة أبناءه ، غير أن هذا التحول لن يكون طبيعياً وسلساً وستشرع القوى اليمينة وعلى رأسها حزب الإصلاح وخصوصاً القوات العسكرية التابعة له والتي يقودها علي محسن الأحمر إلى خلط الأوراق في الجنوب، خوفاً من استقلاله.



هل تعلن إمارة للقاعدة في الجنوب؟

منذ تحرير الجنوب من الحوثيين، وحزب الإصلاح يحاول زراعة الفوضى في مدن الجنوب، وقدم دعماً لمقاتلي القاعدة من أجل مواجهة قوات الحزام الأمني، وبحسب المعلومات لـ" تحديث نت"، فإن الدعم لم يقتصر على الجانبين السياسي والإعلامي، ولكن الحزب تورط في تقديم دعماً عسكرياً وأمنياً لمقاتلي القاعدة في حضرموت وشبوة وأبين والبيضاء.

وبعد أن بات الجنوب " قاب قوسين أو أدنى " من استقلاله فإن حزب الإصلاح وجماعة الحوثي ومعهما بعض القوى اليمنية التي ترفع شعار الوحدة أو الموت، لاتمتلك غير سلاح القاعدة وداعش وبهذا السلاح تريد أن تثبت للمجتمعين الإقليمي والدولي أن الجنوب في حال أعلن استقلاله ستحول إلى إمارات للقاعدة.

وعلى غرار إسقاط محافظة أبين في العام 2011 بيد تنظيم القاعدة، خوفاً من سيطرة الحراك الجنوبي على مدن الجنوب، ظهرت مؤشرات للعلب حزب الإصلاح بورقة القاعدة من أجل خلط الأوراق وإعادة السيناريو السابق، وتبدو محافظة أبين مسرحاً لهذا السيناريو الذي يسعى له علي محسن الأحمر، من أجل زراعة الفوضى في خاصرة الجنوب، وتهديد المدن الجنوبية الأخرى عبر إسقاط أبين في أيدي القاعدة.

وبحسب مصادر لـ"تحديث نت"، فإن "عناصر القاعدة تتدفق منذ أيام من الجبهات الخاضعة لسيطرة الإصلاح في مأرب والجوف وبعضها في الساحل الغربي إلى مدينة أبين"، مشيرةً إلى أن "المئات تتواجد في المدينة وتحديداً في منطقة الرملة كخلايا كامنة"، تلك التحركات تكشف مخطط ينتظر مدينة أبين.

وخلال السنوات الماضية وصلت إلى عناصر القاعدة كميات من الأسلحة المتدفقة من معسكرات علي محسن الأحمر في وادي حضرموت ومأرب وبيحان، تلك الأسلحة التي يحتفظ بها التنظيم في جبال البيضاء القريبة من أبين، سيشرع في استخدامها لإسقاط أبين ابتداءً من المحفد ومديريات المنطقة الوسطى وصولاً إلى زنجبار وجعار.

وكانت معلومات أكدت تورط المنطقة العسكرية الأولى في سيئون والتي يسيطر عليها قيادات موالية للأحمر، في تقديم دعم كبير للقاعدة، وبسبب ذلك ضغطت دولاً إقليمية من أجل إخراج الألوية إلى مأرب لتحل محلها قوات النخبة الحضرمية، وفي محاولة من قوات علي محسن الأحمر نفي علاقتها بالإرهاب فإنها ستدعم إسقاط مدن جنوبية بيد القاعدة حتى تبرر للمراقبين الدوليين بإن القوات الجنوبية غير جديرة بمحاربة الإرهاب، ولن تكون شريكة مع المجتمعين الدولي والإقليمي بمكافحة الإرهاب.



القوات الجنوبية تواجه التهديدات

وبرأي مراقبين فإن الواجب على القوات الجنوبية المتمثلة بالحزام الأمني والنخب مواجهة التهديدات ورفع الجاهزية، حتى لا تسقط أي مدن الجنوب بيد العناصر الإرهابية، وتتحول المعركة معها إلى استنزاف للقوات الجنوبية، خصوصاً والقوى اليمنية ستدعم تلك العناصر مسنودة بالدعم السخي من الدوحة وأنقرة وطهران ومسقط.

وحتى لايذهب الجنوب إلى الفوضى كعام 2011، ومن أجل لايتكرر سيناريو أنصار الشريعة في أبين، فإن أمام القوات الجنوبية الحزم لاغير لمواجهة أطماع تلك القوى التي ترفع شعار "أنا أو الطوفان من بعدي" خصوصاً وخروجها من وادي حضرموت يفقدها المليارات العائدة من عمليات نهب الثروات الجنوبية وعمليات التهريب وغسيل الأموال.