اخبار وتقارير

الأحد - 24 مارس 2019 - الساعة 05:45 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/خاص

قطعت قوات المقاومة الجنوبية الشريان الرئيسي، على قوات علي محسن الأحمر، بتوغلها في مديريات بيحان، إذ تعد مديريات العين وعسيلان وبيحان المنطقة الجغرافية التي تربط بين قوات المنطقة العسكرية الأولى، في سيئون والمنطقة العسكرية الثالثة في مأرب، فضلا أن بيحان تشكل همزة وصل بين تلك المنطقتين التابعتين لحزب الإصلاح وعناصر تنظيمي القاعدة وداعش في البيضاء.
وتشكل منطقة بيحان الغنية بالنفط والغاز، أحد أهم المناطق الجنوبية الحيوية التي ظلت لعقود من الزمن بيد رموز النظام السابق، حيث يتقاسمون الثروة الجنوبية دون رقيب أو حسيب، ولعل حقل العقلة وجنة أهم الحقول النفطية بالنسبة لشركات الأحمر، إذ يحاول الحثيلي شريك، علي محسن ، نقل نفط جنة الخام إلى مأرب عبر القاطرات، وهي كميات كبيرة غير معلنة، فيما تؤكد المصادر أن الطاقة الانتاجية لتلك الحقول أكثر من 80 ألف برميل يوميا، وعلى الرغم من توفر ميناء النشيمة النفطي في مديرية رضوم، الذي أُنشئ بدعم من الإتّحاد السوفييتي السابق على البحر العربي، حيث توجد فيه خمسة خزّانات، سعة كلّ منها 126 ألف برميل. ويمتدّ خطّ الأنبوب من عياد إلى النشيمة بمسافة 210 كيلومترات، وبقطر 20 بوصة. غير أن مافيا الشرعية لاتريد لنفط شبوة التدفق ضمن الأطر المؤسساتية، ومنذ مابعد الوحدة يتقاسم شركاء المركز في صنعاء ثروات شبوة، وبرغم أن مخرجات الحوار في صنعاء أقرت ما نسبته 25% لمدينة شبوة من حصة النفط والغاز، لكن بقاء الحقول النفطية تحت سيطرة ميليشيات علي محسن، جعل من تلك القرارات حبر على ورق.
وخلال الثلاث السنوات الماضية، ظل حزب الإصلاح يغرق مدينة شبوة في الفوضى سواء بدعمه العناصر الإرهابية، أو بعدم خوضه المعارك في مواجهة قوات الحوثيين في بيحان، وكان قيادات الجيش التابعة للإصلاح، تستفيد من تلك الفوضى من أجل السيطرة على حقول النفط وتهريب كميات منها، غير أن تشكيل النخبة الشبوانية، قطع الطريق على سياسة حزب الإصلاح الممنهجة في شبوة، وتمكنت النخبة من تحقيق انتصارات كبيرة كان أخر تلك الانتصارات تأمين حقول النفط في العقلة وجنة وخطوط نقلها وصولا إلى رضوم.
وبحسب مصادر في السلطة المحلية ل"تحديث تايم" فإن الثروة النفطية والغازية بحاجة إلى حماية برية وبحرية تعطي ضمانة للشركات الأجنبية، من أجل الاستمرار في التنقيب والتصدير، ولهذا السبب تقدمت قوات النخبة الشبوانية في عسيلان لتأمينها، بعد أن أصبحت شريان لتغذية قوات محسن في سيئون عبر مأرب، إضافة إلى كونها همزة الوصل مع البيضاء حيث تتواجد معسكرات القاعدة وداعش في المدينة.
وحاولت الشرعية في مارس من العام الماضي، عبر قرار رئاسي، سلخ مديريات بيحان وضمها إلى مأرب من أجل الاستفادة من إيراداتها، وضرب منشأة بلحاف الغازية، في وقت فشلت فيه الحكومة من دفع المرتبات لأبناء المدينة، لكن الحشد السياسي والشعبي والقبلي، الذي رفض قرار الشرعية استقطاع بيحان إلى مأرب، شكل رافدا قويا لموقف المجلس الانتقالي الرافض لقرار الشرعية، والمتوعد بمواجهة التحديات بكل السبل المشروعة.
وبرأي مراقبين فإن سيطرة النخبة على مديريات بيحان، وإعلان تدشين الانتقالي في عسيلان، رسالة واضحة أن بيحان لايمكن أن تكون ضمن مشروع الإخوان الهادف إلى السيطرة على الثروة الجنوبية ، وزراعة الفوضى في محافظات الجنوب، إضافة إلى أنها رسالة بأن وادي حضرموت هو المحطة الثانية بعد بيحان، ويجب أن تعود كل أراضي الجنوب إلى أهلها.
هكذا استطاعت المقاومة الجنوبية وبمساندة من دولة الإمارات من تحقيق الانتصار في بيحان، إنتصار يضمن للجنوب ثروته ولأبناء شبوة الحق في التوظيف والعمل في الشركات الأجنبية العاملة في حقول الغاز والنفط، فضلا أن الانتصار يعد تتويجا للانتصارات الجنوبية في مواجهة الغزو الحوثي، ومكافحة الإرهاب، وتطهير أرض الجنوب من القوات العسكرية الغازية التابعة لحزب الإصلاح.