اخبار وتقارير

الأربعاء - 26 يونيو 2019 - الساعة 01:10 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت | متابعات



بدأ برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوم الخميس تعليقا فعليا للمساعدات الإنسانية التي يقدمها للمحتاجين في العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين (أنصار الله) بحسب ما ذكره موقع ميدل ايست البريطاني.

وذكر موظفون في برنامج الأغذية العالمي إن قرار تعليق المرحلة الأولى تم اتخاذه بالفعل، وأن البرنامج لم يوفر لمراكز التوزيع في العاصمة صنعاء أي طعام لهذا الشهر.

وأكد الموظفون أن التعليق سيتم تدريجيا، البدء بتوقيف التوزيع كل شهر في محافظة، حتى يتم التوصل إلى اتفاق مع “الحوثيين” أو تعليق المساعدات الغذائية في جميع المحافظات التي يسيطروا عليها.

ونقل الموقع البريطاني الاخباري عن مشرفين على مراكز توزيع الأغذية في صنعاء تأكيدات بأنهم لم يتلقوا أي طعام هذا الشهر من برنامج الأغذية العالمي. مشيرا إلى أن المستفيدين قلقون بشأن أنباء التعليق.

ويدور في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات، صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014 ما أنتج أوضاعاً إنسانية صعبة، جعلت معظم سكان هذا البلد الفقير بحاجة إلى مساعدات عاجلة.


الإثنين. الماضي دعا ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة جماعة الحوثيين (أنصار الله) إلى "السماح لنا بالقيام بما نفعله في أرجاء العالم. الأطفال يموتون الآن بسبب ذلك"، مهدداً بتعليق المساعدات في مناطق الحوثيين هذا الأسبوع نتيجة التلاعب بهذه المساعدات وغياب استقلالية العمل في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وقال بيزلي لمجلس الأمن الدولي "إذا لم نتلق هذه التأكيدات، فسنبدأ تعليق المساعدات الغذائية تدريجياً، وعلى الأرجح قرب نهاية هذا الأسبوع".

وأضاف "نحن الآن نساعد في إطعام ما يربو على عشرة ملايين شخص شهريا، لكن بصفتي رئيس برنامج الأغذية العالمي لا يمكنني أن أؤكد لكم أن كل المساعدات ستذهب لمن هم في مسيس الحاجة لها".

وأضاف مدير برنامج الأغذية أمام مجلس الأمن المكون من 15 دولة قائلاً "لماذا؟ لأنه لم يُسمح لنا بالعمل على نحو مستقل ولأن المساعدات تحول للربح وأغراض أخرى".

وأشار بيزلي إلى أن برنامج الأغذية العالمي لم يكن قادراً على تنفيذ الاتفاقيات مع الحوثيين بشأن تسجيل الأشخاص المحتاجين وتدشين نظام للقياسات الحيوية- باستخدام مسح القزحية أو رفع بصمات الأصابع أو التعرف على الوجه- لدعم عملية تسليم المساعدات.

وأكد أن تحويل المساعدات لأغراض أخرى ليس قاصراً على المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون لكن "عندما نواجه تحديات في مناطق تسيطر عليها الحكومة (اليمنية المعترف بها دولياً) فإننا نحصل على تعاون للتصدي لهذه المشاكل".


من جهته أدان مجلس الأمن الدولي "اختلاس الحوثيين للمساعدات الإنسانية والإعانات، مُجدداً الدعوة إلى السماح بـ "التدفّق السريع والآمن والخالي من العوائق للمؤن التجارية والمساعدات والطواقم الإنسانية" إلى اليمن وسائر مناطقه


كانت جماعة الحوثيين قالت الاثنين إن برنامج الأغذية العالمي علّق بالفعل مساعداته الإنسانية التي يقدمها للمحتاجين في العاصمة اليمنية صنعاء.

واعتبر الحوثيون "قرار برنامج الأغذية العالمي لا يرتقي إلى أي مستوى إنساني ومخالف للأعراف والمعايير الدولية الإنسانية"، وزعموا أن "هذا القرار اتخذ من ممر سياسي" وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في صنعاء والتي تديرها الجماعة.

وشنّت جماعة الحوثيين هجوماً حاداً ضد برنامج الأغذية العالمي واتهمته بتوزيع مواد غذائية فاسدة على خلفية اتهام البرنامج التابع للأمم المتحدة للجماعة باختلاس المساعدات الغذائية وعرقلة عمله في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

واتهمت الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية التي انشأها الحوثيون لإدارة ملف المساعدات الإنسانية، الثلاثاء البرنامج الأممي "باستيراد وحيازة وتوزيع مواد غذائية وإغاثية فاسدة وتالفة وغير مطابقة للمواصفات والمعايير.

لكن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة نفى بشدة أمس الأربعاء بشدة ما أسماها "الادعاءات" حول المواد الغذائية الفاسدة في اليمن، مؤكداً أن لديه آلیة قویة خاصة بمراقبة جودة المواد الغذائية ولن يقوم بإيصال معونات لا تلبي معايير السلامة الغذائية العليا


وأكد البرنامج أن لديه آلیة قویة خاصة بمراقبة جودة المواد الغذائیة تم الاتفاق علیھا مع السلطات المحلیة لضمان استبعاد أي مواد غذائية مسوسة أو منتھیة الصلاحیة من مخزون المواد الغذائیة الأخرى وإتلافها على الفور، لافتاً إلى أن ذلك يتم بالتنسیق مع الھیئة الوطنیة التابعة للحوثيين كجزء أساسي من الاتفاقیة التي تم إبرامھا مع السلطات في صنعاء من أجل توفیر المساعدات الغذائية إلى الأشخاص الأكثر احتياجا من الأطفال والنساء والرجال في الیمن.

وشدد على أن "أي تدخلات أو تأخیر في حركة وتوزیع تلك المواد الغذائیة لا یمكن التغاضي بشأنها، حیث أن ذلك یؤدي إلى تلف تلك المواد"، مناشداً السلطات المحلیة لضمان حریة حركة الشاحنات التابعة له من أجل إيصال المساعدات الغذائیة الضروریة للأشخاص المحتاجین الذین ھم في أمس الحاجة إلیھا.

وذكر البرنامج أنه يقدم المساعدات الغذائية لأكثر من 10 ملايين شخص شھریاً تتھددھم المجاعة بفعل الصراع الدائر، حیث یقوم بنقل قرابة 130 ألف طن من المواد الغذائیة عبر خطوط المواجھات في ظل وجود طرقات متضررة ونقاط أمنیة لا حصر لھا.

ومضى البيان قائلاً "ویعمل البرنامج على تغطیة ما یعادل ثلث الاحتیاج من الغذاء في الیمن عبر سلسلة إمداد عملاقة وبالغة التعقید تكفل إیصال المساعدات الغذائیة إلى كافة أنحاء الیمن".

وتسبّب الصراع في اليمن في مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم عدد كبير من المدنيين، وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم، وتؤكد أن أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.